مع كل موسم حج تتجدد الصورة المشرقة لرجال الدفاع المدني، إذ لا تقتصر مهام الدفاع المدني خلال موسم الحج على مباشرة الحوادث والإنقاذ والإطفاء، بل تتعدى ذلك إلى أدوار إنسانية تؤديها مجموعات الدفاع المدني، التي تمركزت وانتشرت في كافة مناطق الحج لتتعدد صور وأنواع هذه الأعمال الإنسانية.
وظهرت الأعمال الإنسانية لأفراد الدفاع المدني في المناطق ذات الحركة والكثافة البشرية، والمناطق التي تُؤدّى فيها المناسك، ومن أمثلة ذلك مساعدة الحجاج الذين يتعرضون للإعياء أو الإجهاد البدني وخصوصا في أوساط كبار السن الذين تم نقلهم إلى مناطق آمنة والاطمئنان عليهم.
كما قام أفراد الدفاع المدني بنقل الحالات المرضية وسط ضيوف الرحمن وإيصالها إلى مراكز الهلال الأحمر المنتشرة سواء داخل المسجد الحرام أو المسجد النبوي الشريف أو المشاعر المقدسة، وامتد الأمر إلى أبعد من ذلك بإسعاف المرضى إلى المستشفيات.
إضافة إلى ذلك عمل رجال الدفاع المدني على إرشاد وإيصال حجاج بيت الله الحرام التائهين، حيث يلجأ كثير من التائهين إلى أفراد الدفاع المدني الذين يقفون بجانبهم ويسهرون لراحتهم.
وتعددت الأعمال الانسانية التي ظهر بها رجال الدفاع المدني وتشكلت حسب الحاجة فقد قام رجل الدفاع المدني بحمل الطفل الصغير أو الشيخ المسن عند عجزه عن المسير، وهناك من تبرع بمظلته التي يتقي بها الحر لمحتاج أعياه التعب.
فيما تعتبر قوة الحرم التي تغطي المسعى والطواف والأبواب الرئيسية والسلالم الكهربائية والساحات المحيطة بالحرم من أكثر تشكيلات الدفاع المدني في تجسيد هذه الأدوار الإنسانية حيث تقوم هذه القوة يوميا بإنقاذ عشرات الحالات، غالبيتها من كبار السن الذين يعانون الإرهاق والإجهاد أثناء الطواف والسعي أو يعانون أمراضا مزمنة مثل الضغط والسكري وضيق التنفس.
وفي السياق نفسه شاركت أيضا قوة منشأة الجمرات في مساعدة حالات الإجهاد والحالات المرضية من الذين تعرضوا لإجهاد السير وأداء النسك وخصوصا في الأدوار العلوية من المنشأة.
وانطلاقا من الريادة التي تبوأتها المديرية العامة للدفاع المدني في العمل التطوعي وضمن الخدمات الاجتماعية التي تقدمها، نفذت المديرية العامة برنامجا للتطوع بالشراكة مع عدد من الجهات المعنية بالتطوع مثل هيئة الهلال الأحمر السعودي وجمعية الكشافة العربية السعودية والجمعيات التطوعية (الندوة العالمية للشباب الإسلامي والأكاديمية السعودية للتطوع الصحي سماف) مما عزز من دور الدفاع المدني في القيام بأعمال إنسانية، حيث تقدم الفرق التطوعية ضمن صفوف المديرية العامة للدفاع المدني في الحج كل الأعمال الإنسانية في إطار الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء مناسك الحج.
من جانبهم شعر رجال الدفاع المدني بالفخر والاعتزاز وهم يؤدون هذه الأدوار الإنسانية، مؤكدين أن ذلك شرف عظيم لكل رجال الدفاع المدني فضلا عن أنه واجب ديني وإنساني في خدمة ضيوف الرحمن الذين جاءوا من كل أنحاء العالم لأداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف.