نحمد الله ونشكره على ما منّ به علينا من نعمة الحج والأمن والأمان، والسلامة والإيمان، والحب والوئام، ما أجملها من أيام تصرمت كلمح البصر، هي خير أيام الله، فيها يوم عرفة، ويوم الحج والقر، وخير يوم طلعت فيه الشمس، شرفنا الله سبحانه قيادة وشعبا بخدمة المقام، والبلد الحرام، والمشعر العظيم، وزمزم والحطيم. ما وجدناه من تنظيم هذه السنة وفِي كل عام تنظيم مميز، ومتابعة فريدة، وجهود كبيرة، تقوم بها بلادنا قيادة وشعبا جهود حاضرة وظاهرة، لن ينكرها إلا حاسد أو جاحد. تاريخنا طويل، ومملكتنا أرض التوحيد، والمجد التليد، والنهج الرشيد، هي أرض الإنسان، والقرآن والإيمان. قيادتنا الرشيدة حين يقبلون شفعة، ويغلبون المصلحة، تتسامى أخلاقهم عن أي خلاف أو موقف سياسي مهما قصر نظر الآخرين أو حاولوا المناورة في خندق التسيس، بل ثباتهم يبين عن مدى حكمتهم، واستشعار مسؤوليتهم العظيمة تجاه رعاية الحرمين الشريفين، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه-، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين، تنفق ميزانيات مفتوحة ولا تبتغي بذلك إلا وجه الله، خير شاهد على أن السعودية لم تستغل المقدسات يوما لأغراض سياسية أو لتحقيق مصالح ومكاسب ومواقف لحظية، لتعرف مدى التخطيط الممنهج في خدمة الأمة، بينما غرق الكثير بجهالةٍ وعدم دراية، غرقوا في مستنقعات الحقد والكراهية، لكن المسيرة تمضي. سلام على أهل الثغور والعيون الساهرة، الجنود المباركين قيادة وأفرادا الذين خدموا حجاج بيت الله من قلب صادق، وإيمان راسخ، فهم أهل الهمم، وصفوة الأمم، وأهل المجد والكرم، نغبطهم على ما هم فيه فلا يهمهم حر، ولا يخيفهم قر، ولا يزعجهم ضر، وتدرعوا بالصبر، فشكرا لهم. وإلى أبناء الوطن، تعلمون ما يحاك لبلادنا من مكر وخداع ففي هذا الوقت الذي يشهد تحولات كبرى في مختلف المجالات، يستوجب التعامل معها بإحساس المواطنة الحقة، ورصد هذه التحولات وقراءتها بلغة صادقة، تدعم وحدة الوطن، وتعزز دوره ومكانته الكبرى على الأصعدة كافة، وتكون خير معين لأبنائه.
وليعلم الأعداء أنه لا يوجد مسجد بلا محراب، ولا مدرسة بلا كتاب، فنحن الفصول والأبواب، والسيف والنصاب، ولسجل المكرمات كتاب، وعلى بلاد الحرمين حجاب!