بمزيج من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، اجتاح الإعصار إيرما منطقة بورتوريكو بعد أن ضرب جزرا صغرى عدة في شمال الكاريبي قبل وصوله المنتظر إلى فلوريدا بالولايات المتحدة السبت المقبل.
ودعا حاكم بويرتوريكو ريكاردو روسيلو السكان البالغ عددهم 3.4 مليون نسمة للجوء إلى مراكز الإيواء قبل وصول الإعصار وفيما بعد أمرت الشرطة وقوات الحرس الوطني ببدء إخلاء المناطق المعرضة للسيول.
وضرب إيرما، الذي يصنف كأحد أقوى عواصف المحيط الأطلسي منذ مئة عام ووصفه خبراء الأرصاد بأنه عاصفة من الدرجة الخامسة، وهو أعلى تصنيف أميركي للأعاصير، ضرب بشدة أنتيغوا وباربودا، وقال رئيس وزرائها جاستون براون إن جزيرة باربودا الشمالية التي يقطنها حوالي 1800 نسمة "أبيدت بالكامل" حيث دمرت 90% من مبانيها، ولقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم في أربع جزر جراء الإعصار.
وضرب الإعصار كذلك جزيرتي "سان بارتيليمي" الفرنسية و"سان مارتان" الفرنسية الهولندية في الكاريبي، موقعا فيهما "أضرارا جسيمة"، وينتقل حاليا، في اتجاه الغرب-الشمال الغربي بسرعة 22 كلم في الساعة. ويتوقع أن يصل إيرما، مصحوبا برياح تبلغ سرعتها 300 كيلومتر في الساعة، إلى فلوريدا يوم السبت أو الأحد ليصبح ثاني إعصار قوي يضرب الولايات المتحدة خلال أسبوعين.
وتوقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر زيارة خلية أزمة في وزارة الداخلية الفرنسية، أن تكون حصيلة الإعصار "ثقيلة وقاسية"، مشيرا إلى "ضحايا".
وقال ماكرون: "من المبكر جدا تقديم حصيلة بالأرقام. يمكنني أن أقول أن هذه الحصيلة ستكون ثقيلة وقاسية وسيكون هناك ضحايا (...) والأضرار المادية في الجزيرتين (الفرنسيتين) كبيرة".
وكان الإعصار الذي أرغم الطائرة التي تقل البابا فرنسيس إلى كولومبيا على تغيير مسار رحلتها، قد عصف بجزيرة بربادوس في وقت مبكر الأربعاء مصحوبا برياح عاتية بلغت سرعتها 295 كلم في الساعة بحسب المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير.
ويعتبر "إيرما" أشد من الإعصار "هارفي"، الذي ضرب تكساس ولويزيانا الأمريكيتين يوم 25 أغسطس الماضي وأدى إلى مقتل حوالى 60 شخصا، وتسبب بأضرار مادية بأكثر من 100 مليار دولار وتسبب في نزوح أكثر من مليون فرد. وما زال سكان تكساس ولويزيانا يتعافون من آثار هارفي الذي دمّر آلاف المنازل والشركات والمتاجر.
ومن جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة الإنذار في جزر العذراء الأمريكية وبورتو ريكو وفلوريدا، فيما بدأت عملية إخلاء جزر "كي وست" في أقصى جنوب فلوريدا.
وفي ميامي تشكلت طوابير طويلة أمام محطات البنزين ونشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إقبالا كبيرا على التزود من المتاجر. وحذرت السلطات أنها ستلاحق التجار الذين قد يرفعون الأسعار.