في الوقت الذي تمارس فيه ميليشيات الحوثي همجيتها بارتكاب اعتداءات مستمرة على منظمات تابعة للأمم المتحدة باليمن وغيرها من المنظمات والهيئات الإغاثية، ناهيك عن الجرائم التي ترتكبها يوميا بحق الشعب اليمني ولاسيما أطفالَه، على مرأى ومسمع من العالم بأسره، نرى الأمم المتحدة تحت قيادة الأمين العام أنطونيو غوتيريس تلعب دور المتفرج، بل والمتخاذل، وتسقط رهينة التقارير المغلوطة التي لا تقوم على أي أسس مهنية أو قانونية.
وتتعمد العديد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة بناء تقاريرها عبر مصادر غير موثوقة وليست مستقلة، حتى أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المتعلق بالأطفال والنزاع المسلح الصادر أمس الجمعة، لم يتطرق إلى اشكاليات ومخاطر الالغام وتجنيد الأطفال ونقاط التفتيش التي تعيق مرور المساعدات وسرقتها والاحتماء بالمدنيين العزل وتفجير بيت المعارضين واعتقال الصحفيين وانتهاكات التي تجري في سجون صنعاء خصوصا السجن المركزي والتواجد في المستشفيات والمدارس بالشكل الذي يبرز حجم الاشكالية والتغاضي عنها لأسباب يصعب تفسرها.
وقد ساهمت الأمم المتحدة في تعقيد الأوضاع في اليمن منذ تحركات الحوثي المبكرة عبر مبعوثها جمال بنعمر.. وهي الان تدق الاسفين الأخير في نعش الامم المتحدة بإدراجها التحالف في القائمة..
مع وجود كل الأدلة الفاضحة لاستخدام الحوثيين المدنيين كدروع بشرية والزج بالأطفال في المعارك العسكرية، دون أن تحمل المليشيا المتطرفة كل المسؤولية حيال تجاوزاتها.
وتتجاهل تقارير الأمم المتحدة المعاناة الانسانية التي تعاني منها المناطق الخاضعة للشرعية وتوجيه التركيز الدولي على المناطق الخاضعة للانقلاب وهو ما يبرر ممارسات الانقلابيين وعدوانهم كوضعهم في صورة اصحاب الحق، وفي نفس الوقت تتخذ قرارات خطيرة جدا مثل ادراج التحالف العربي على القائمة السوداء.
ويبلغ الانحطاط الإنساني بمليشيا العمالة الحوثية دركاتِ وحشيتِه عندما يكون الأطفال ضحيةَ توظيفِ حساباتٍ سياسيةٍ تُزايد عليها تلك الميليشا، وَمَنْ وراءها في الدعم الطائفي والكسبِ السياسي الرخيصِ والمكشوف، وكان حرياً بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة استصحابُ تلك الأدلةِ الماديةِ الظاهرةِ للجميع وما في طياتها من المآسي والتحديات، وأن تُسهم الأممُ المتحدةُ مع دول التحالف في تجاوزها وتَكْشِفَ حقيقةَ فاعليها.
ولن تكونَ دولُ التحالف العربي بقيادة المملكة بأسعدَ في تحقيق الأمل، وقد رأت اليمنَ سعيداً كما عرفه الجميع، مستبشرة بأطفاله وهم يحكون بحيوية تطلعهم في أجواء أمنهم واستقرارهم مستقبلاً زاهراً لبلدهم في كنف شرعيته، بمظلتها التي أخذت على نفسها التزامَ الأُفُق الوطني الشاملِ والجامعِ للطيف اليمني تحت رايةٍ واحدةٍ، لا ترى في تَعدُّده وتنوُّعه إلا مزيدَ إثراءٍ وتحفيزٍ لخير اليمن وترسيخٍ لوحدته واطرادِ أمنه ونمائه، وتجديدِ تآلُفِهِ السياسي والفكري والاجتماعي في أفق دولةٍ متحضرة مستقلةٍ بسيادتها الكاملة، يستشرفها ـ بتطلع كبير ـ كلُّ محبٍ لليمن وأهلِه.