نقوم كل نهاية كل سنة مالية بمراجعة أدائنا المالي ويفعل ذلك معظم التجار وبالطبع الشركات، وذلك للتأكد من الاداء المالي السليم ولرصد الملاحظات ولتوقع المصاريف للعام المقبل. لكن في هذا العام وجهنا أحد مستشارينا الماليين بأن نركز على معرفة ما هي أهم المشاريع التي تتكرر عندنا ثم تقليصها بعد المقارنة إلى نوعين من المشاريع، ثم طلب مننا دراسة نسبة الربحية الأكبر في أي نوع من المشاريع؟ وبالفعل قمنا بتحليل إيرادات كل مشروع ثم حساب المصاريف الادارية والعمومية لكل مشروع، والتي في الحقيقة قد يغفل عنها البعض في دوامة متابعة الأعمال! وبعد طرح المصاريف من الايرادات وجدنا أن معظم أرباحنا كانت من أحد أنواع المشاريع وقد كانت النتيجة مفاجئة لاننا لم نتوقع ذلك ابدا، (وهنا أمر مهم هو عدم ترك الامور للتوقع والحدس والهوى الشخصي فعالم الارقام لا يعرف الا الارقام!)، وقد أثر ذلك جدا في خطة نمونا التي نعدها وكذلك إستراتيجيات عملنا القادمة بإذن الله، فالمعلوم أن التركيز على المشاريع والاصناف المربحة هو أحد أسرار النجاح، فتضييع الوقت في مشاريع خاسرة هو طريق ممهد لفقدان الطاقة والموارد والخسارة بلا شك على المدى الطويل. وفي المقابل التركيز والبحث والتسويق لمشاريع مربحة هو بمثابة سقي شجرة مثمرة تضع فيها جهدك فتنبت ثمارا طيبة.
هنا أدعو أصحاب المشاريع للتوقف ومراجعة قوائمهم المالية وميزانيتهم بعمق ونفاذ بصيرة، وأن لا يركزوا فقط على حجم الايرادات بل يجب أن يبحث كل تاجر عن (الحصان الفائز) أو (الشجرة المثمرة) ثم يضعوا جل تركيزهم عليها لتتضاعف الارباح والايرادات، ويقللوا من التركيز على الموارد الضعيفة، فالمرحلة القادمة في مملكتنا الحبيبة هي مرحلة نمو ونجاح وتقدم، مرحلة لا تحتمل الضعفاء، بل ترحب بالرابحين الاقوياء.
ختام الكلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(احرص على ما ينفعك واستعن بالله).
