DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نحو وعي عقدي وفكري يدحض الضلالات الفكرية

نحو وعي عقدي وفكري يدحض الضلالات الفكرية

نحو وعي عقدي وفكري يدحض الضلالات الفكرية
المتأمل في سيرة الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل يجد أن هناك أنواعا من الانحرافات الخطيرة التي أصيبت بها أمة الإسلام من قرون بدءا بعصر الصحابة- رضي الله عنهم- وحتى يومنا هذا، غير أن الانحراف الفكري وانعكاس المفاهيم يُعتبر الخلاصة المُرة التي آل إليها الانحراف التاريخي برمته. الانحراف الفكري وراء كل محنة بُليت بها الأمة وافترقت بسببها، وإلا فما الذي سفك دم عثمان وعلي- رضي الله عنهما- وغيرهما من سادات الأمة؟، وهل خرجت الحرارة وظهرت الفئة الضالة واستُبيحت دماء المسلمين وكُفر المسلمون والمجتمعات الإسلامية وأُتلفت الأموال والممتلكات إلا بسبب الانحراف الفكري. ولما كان الأمر كذلك فإن علاج هذا الانحراف وتصحيح المفاهيم والمعتقدات والأفكار الخاطئة المنحرفة واجب شرعي يقع على عواتق الجميع من مؤسسات علمية وتعليمية وأفراد، وهو ما اضطلعت به جامعة الملك فيصل في مبادرة فريدة بتأسيس كرسي الأمير فهد بن سلمان (رحمه الله) لدراسات الوعي الفكري، والذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة الشرقية- حفظه الله-، حيث يهدف هذا الكرسي إلى رفع مستوى الوعي الفكري وتعزيز الوسطية والاعتدال في المجتمع والمحافظة على القيم الإنسانية، وذلك لأن الوعي المجتمعي الصحيح هو الكفيل بعد توفيق الله تعالى ورحمته بمحاربة الأفكار الضالة المنحرفة المخالفة لديننا الحنيف السمح ولكتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم - وقيم مجتمعنا النبيلة، وسيسهم إن شاء الله تعالى إسهاما فاعلا من خلال رصد الأفكار المنحرفة وعمل الدراسات العلمية وعقد الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، ناهيك عن المحاضرات والفعاليات التي تحقق أهداف الكرسي كما تحقق تطلعات ولاة أمرنا حفظهم الله. وتتمثل رؤية الكرسي في تهيئة بيئة مجتمعية واعية فكريا، وأما رسالته فهي العمل على المشاركة في منظومة الجهود الوطنية والإنسانية المثرية للوعي الفكري، وذلك لحماية المجتمع وثقافته من الأفكار المنحرفة والتيارات المخلة، وتوفير بيئة بحثية واستشارية وتدريبية ذات معايير علمية مميزة، وقد أنيطت به أهداف جوهرية منها: - الإسهام في رفع الوعي الفكري المجتمعي لتعزيز معاني الوسطية والاعتدال والمحافظة على القيم الإنسانية. - عقد البرامج العلمية والتثقيفية والتدريبية المتصلة بالوعي الفكري. - تشجيع الباحثين على اختلاف تخصصاتهم من باحثين متمرسين وطلاب دراسات عليا وأساتذة الجامعات وتقديم الدعم لهم على الكتابة والبحث في موضوعات الوعي الفكري. - دراسة أنجح الطرق لبناء المفاهيم الصحيحة حول الوعي الفكري وتحصين أفراد المجتمع من الأفكار المنحرفة والمهددة لأمن الوطن واستقراره. - نشر الوعي العالمي عن طريق تقديم البرامج والتأليف باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والترجمة من العربية للغات الأخرى - تحقيق شراكة علمية وبحثية مع المراكز المحلية والعالمية ذات الاهتمام المشترك. ولعل كرسي الأمير فهد بن سلمان (رحمه الله) يكون لبنة أساسية وإضافة كبيرة لمنظومة الجهود الكبيرة التي تبذلها هذه الدولة المباركة حرسها الله في تعزيز الوسطية والاعتدال ونبذ كل ما ينافي تعاليم ديننا الحنيف. والله أسأل أن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله-، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف -حفظه الله- على دعمه وتشجيعه وتبنيه لكل ما يسهم في رفعة الوطن والمواطن، والشكر أتمه والعرفان أجزله لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان على تدشينه هذا الكرسي ودعمه ومؤازرته، نفع الله بالجهود وباركها، وصلى الله وملائكته والصالحون من عباده على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. *مدير عام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية