كرة القدم هي صناعة أطرافها متعددة لا تقتصر على المدرب ولا على اللاعب أو الإداري، بل تشملهم جميعا، ولكننا ابتلينا في انديتنا بمَنْ يصر أن يختزل مشاكل أي فريق في المدرب ويبدو أنه أصبح العنصر الأضعف في المنظومة الكروية، التي أصيبت بداء تغيير المدربين بشكل أصبح لا تخطئه العين حتى لاحقنا سوء السمعة في أننا من أكثر الدوريات التي تتخلص من المدربين بشكل مزعج جدا، وأصبح الوضع يتطلب دراسة لمعالجة هذه الظاهرة. أحد البرامج الرياضية أورد إحصائية عن أعداد المدربين الذين تم إنهاء عقودهم من 2009 حتى 2018 خلال عشر سنوات مجموعهم 283 مدربا وهنا التفصيل كما ترون:
كمثال: في آخر موسمين 2017 و2018 تم الاستغناء عن 49 مدربا هذا ولم ينته الموسم بعد. وكما ترون فإن هذه الأرقام مخيفة جدا وتشي بأن هناك خللا كبيرا يمارسه كثير من إدارات أنديتنا لعدة أسباب منها قلة خبرتها أو توافر المادة أو أسباب أخرى. وقد أجريت بحسابي في تويتر هذا الاستفتاء: ما هي معايير التعاقد مع المدربين في أنديتنا؟ وجاءت الإجابات كالتالي: 39 % يرون معيار السيرة الذاتية
0% يرون معيار العمر
8% يرون معيار طريقة اللعب
53% يرون معيار تجربته السابقة في المنطقة وبعد استعراض هذه الإحصائيات، فإنني أميل إلى أن أفضل طريقة للتعاقد مع المدرب لا تتمحور في سيرته الذاتية ولا طريقة لعبه ولا عمره، بل هي خليط من ذلك بمعنى أن تتم دراسة المدرب دراسة وافية وتسأل الإدارة نفسها أسئلة أراها مهمة من قبيل، هل تناسب طريقته لاعبي الفريق؟، هل عمره قريب أم بعيد لعقلية اللاعبين؟، هل له تجارب سابقة في التعامل مع فرق تشبه فرقنا وطريقة تفكير لاعبينا؟، هل هو من النوع الذي يوقّع عقدا ثم ما يلبث أن يتم إلغاء عقده بعد فترة وجيزة مما يوحي بأنه رجل يبحث عن الفائدة المادية له أولًا وبالتالي لا يهمه ان يصنع لنفسه إنجازا؟. كذلك على الإدارات لدينا أن تكون صادقة مع نفسها حين تضع لنفسها هدفا قبل بداية الموسم، تتفق فيه مع المدرب حتى تستطيع أن تحاسبه على هذا الهدف قربا أو بعدا، فليس من المنطقي ولا من العدل أن يُتفق مع مدرب على تحقيق مركز متقدم ثم بعد أن يصل لهذا المركز يُنهى عقده بحجة أن الإدارة غيرت هدفها وباتت تطمع في اللقب مثلا. وقد حدث كثيرا مثل هذا التلاعب بالعقود وتم طرد مدربين أفذاذ بسبب إدارات تفتقد للاحترافية في تعاملاتها مما أثر ويؤثر على سمعة الرياضة في بلدنا الحبيب. أتمنى صادقا أن يعمل الاتحاد السعودي مع هيئة الرياضة على دراسة هذه الظاهرة، ويضعون الحلول المناسبة حتى تختفي من رياضتنا وتستقر أنديتنا ويكفي هدرا للمال، الذي يضيع في العقود والشروط الجزائية.
دنـيـاك يـا صـاح أولـهـا وتـاليـها
حـيـالــةٍ دوم غــدارة بـراعـيـها
جـد لـي زمـانٍ أعالـج فـي ليـاليـها