العلاقة بين الوالدين والأبناء مثل المغناطيس فيها تجاذب وتنافر، فمن يملك المهارات التربوية يملك التجاذب مع أبنائه ولا يحدث بينهما أي تنافر، وهناك (6) أفكار لو طبقتها فإنك تقوي مغناطيسك التربوي، ولو فقدتها حصل التنافر والبعد والهروب.
أول هذه الأفكار أن تشعر أبناءك بأنهم أهم شيء في الدنيا عندك، وحتى تصل لهذه النتيجة عليك أن تخصص لهم من وقتك، وإذا كان لديك أكثر من طفل فعليك أن تخصص لكل واحد منهم وقتا خاصا به حتى يشعر بخصوصيته وأهميته عندك، ومهم جدا عندما توزع الوقت بين أبنائك أن توزعه بالعدل ولا تفرق بينهم بالمعاملة الوقتية، كما أن أبناءك لا يعذرونك لو لم تعطهم من وقتك بسبب كثرة انشغالك، ووقتها سيبحثون عن غيرك ليصادقوه ويعطوه حبهم وتكون قد خسرتهم وفقدت برهم.
ثانيا: ان تتعامل مع ابنك برفق مع تقلبات مزاجه ونفسيته؛ لأنه في مرحلة نمو نفسي وجسدي وعقلي، فلا تغضب عليه بسبب تقلب مزاجه ولكن اقبله وتعامل معه بهدوء واحرص أن تستوعبه في كل أحواله، فقد يكون تقلب نفسيته بسبب الغيرة أو الجوع أو قلة النوم أو قربه من مرحلة البلوغ أو خسارة صديق كان يحبه أو شعوره بالظلم في أسرته، وعلاج ذلك كله بالتقبل والحوار وردد عليه بين فترة وأخرى ان الإنسان ليس ملاكا أو آلة وإنما لديه مشاعر وعواطف وان تقلب المزاج أمر طبيعي، وعلمه بأن هناك وسائل لتحسين المزاج مثل مواجهة المشكلة وعلاجها أو الاستعانة بالذكر والدعاء والصلاة أو ممارسة الرياضة أو الحديث عما في نفسه حتى يرتاح.
ثالثا: اللمس والحضن والتقبيل والتعبير عن الحب، فإن هذه الرباعية تفعل في نفسية الطفل مفعول السحر، فعندما يشعر الطفل بأنه محبوب من والديه فإن نفسيته تستقر ويكون سعيدا حتى لو خسر بعض أصحابه أو كانت علاماته الدراسية متدنية أو أصابه مرض ألزمه الفراش، فالشعور بأنه مقبول ومحبوب مهما كانت الظروف حتى لو كانت عنده إعاقة يزيد من ثقته بنفسه ويقوي التجاذب بينه وبين والديه.
رابعا: ألا ترفع صوتك عليه وتصرخ في وجهه، فإن ذلك أكثر ما ينفر الأبناء عن والديهم، ولو ارتكب خطأ فإن من حقك أن تعاقبه أو تؤدبه من غير صراخ وعصبية، فأثر التأديب مع التفاهم والحوار أقوى من أثره مع العصبية والصراخ، فالأول يبني الحب والتجاذب والثاني يغرس الكراهية والتنافر.
خامسا: اترك قاعدة (يا غالب أو مغلوب) أو قاعدة (يا أبيض أو أسود) أو (يا أنا أو أنت)، فهذه من المبادئ التي تنفر أولادك والناس منك، حتى ولو كان الحق معك فليس بالضرورة أن تتحدى من أمامك وتخسره بهذا التحدي من أجل اثبات أن الحق معك، بل تستطيع أن تقنع من أمامك من خلال الحوار والمناقشة والاستماع لوجهات النظر بدل التهديد والوعيد والتحدي باسلوب (يا أنا يا أنت)، وهذا مبدأ يغرس التنافر والكراهية مع من تتعامل معه.
سادسا: إن كثرة المعارك الزوجية والخلاف بصوت عالٍ تجعل الأبناء يهربون من المنزل وينفرون منه، فاحرص أن توقف الخلاف الزوجي وتنظمه وتجعل له قانونا، مثل أن يكون بعيدا عن الأولاد وألا يرافقه ارتفاع بالصوت والصراخ، ولا مانع من حصول بعض الخلافات الزوجية أمامهم على أن يكون خلافا صحيا فيه حوار وتعامل باحترام وينتهي إلى نتيجة وقرار، فهذه (6) وسائل تربوية تقوي المغناطيس التربوي وتزيد من التقارب بين الأبناء ووالديهم وتبعد عنهم التنافر.