هذه الأيام، عندما يصلك خبر وفاة أقرب صديق تجد نفسك متأثرا بشدة ومن بعد هذا الحدث يتلاشى الامر شيئا فشيئا، ولكن عندما تفقد دنيا بأكملها وهي «الأم» فهل يا ترى كيف يكون تحمل الخبر والصدمة تلو الصدمة؟!، نعم محبكم عاش هذه اللحظة التي لا تُنسى أمي التي عشت معها أجمل أيام العمر والسنين من بعد فقدان والدي وأخواتي الاثنتين قبل 13عاما، ها هي ترحل معهم الى خالقهم والحمد لله على قضاء الله وقدره.
فبعد سنتين عانتهما والدتي مع المرض كنت ولله الحمد بجوارها حتى لحظة وفاتها يوم الجمعة 7 صفر 1439. وكانت زيارتي لها بشكل يومي والامل أراه يتجدد دائما في عيونها فقد كانت صابرة محتسبة لما كتبه الله عليها.
أحد المواقف الجميلة التي أذكرها لأمي ومواقفها كثيرة، لكن أبرزها وهي في شدة مرضها تطلب مني إعطاء الممرضات التمر والأكل لكي يأكلوها وهي تراهم في حالة فرح، ما أعظمك يا أمي، كم كنت حنونة على الجميع، أمي تعلمت منها العقيدة واحترام الناس وإكرامهم بقدر ما أستطيع، أمي كتاب عناوينه المحبة والسعادة للجميع.
أمي رحمها الله كان لها طلب دائما تكرره علي وأمام أسرتي، وهو أن أول من يقوم بإنزالها في القبر ابنها خالد والحمد لله تحققت أمنيتها.
ذهبت أمي والجميع راض عنها، وهي راضية عن الجميع ومما أسعدني في تلك اللحظات الحزينة، جموع المصلين عليها في المقبرة، وتواجد المعزين لنا فيها وهذا دليل محبة الله لها بإذن الله..
نصيحتي لمن بارك الله له في عمر والديه، والله إخوتي لن تشعروا بقيمة والديكم إلا بعد فقدهم فاغتنموا ما بقي من عمرهم في طاعتهم قبل فوات الأوان.
كتبت هذه الكلمات وأنا في مكة المكرمة أثناء أداء مناسك العمرة والتي نويت أن أهب ثوابها لأمي وأسال الله القبول….