قال خبراء في الشؤون السياسية: إن القرارات التي أسفر عنها الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بمثابة رسائل شديدة اللهجة إلى إيران، لوقف محاولات تدخلها في شؤون عدد من الدول العربية وتلجيم أطماعها، وعرقلة مؤامراتها ومخططاتها ضد العرب، مؤكدين أن مخاطبة مجلس الأمن بانتهاكات الدولة الفارسية هي خطوة مهمة للتصعيد ضد طهران لفرض عقوبات رادعة عليها.
رسالة حازمة
وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية يعد رسالة حازمة لإيران لتغيير نهجها العدواني تجاه دول الجوار، مشيرا إلى أن التدخلات الإيرانية في الدول العربية زادت عن الحد، وبالتالي يجب نقل هذا الانزعاج العربي إلى الأمم المتحدة.
وذكر زكي أن مجلس جامعة الدول العربية كلف فى اجتماعه الطارئ «المجموعة العربية فى نيويورك» بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم 2231 فيما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ الباليستية، وما ينطوي عليه من طبيعة هجومية تقوض الادعاءات الإيرانية حول طبيعته الدفاعية وما يمثله من تهديد داهم للأمن القومي العربي، كما كلف «المجموعة العربية» ذاتها بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح انتهاك إيران لقرار مجلس الأمن 2216 بتزويد الميليشيات الإرهابية فى اليمن بالأسلحة، واعتبار إطلاق صاروخ باليستى إيرانى الصنع من الأراضى اليمنية تجاه مدينة الرياض بمثابة عدوان من إيران، وتهديد للأمن والسلم القومي العربي والدولي، وإبلاغه بضرورة قيام مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وأشار زكي إلى أن المجلس قرر الاستمرار فى إدراج بند التدخلات الإيرانية فى الشؤون الداخلية للدول العربية على أجندة منتديات التعاون العربي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية، والطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار، وتقديم تقرير حول الإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن إلى الدورة المقبلة للمجلس.
#بداية لعقوبات#
وفي هذا السياق قال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د. حسن أبو طالب: إن مخاطبة جامعة الدول العربية لمجلس الأمن بالانتهاكات الإيرانية لشؤون عدد من الدول العربية هي بداية لاستصدار عقوبات على طهران، إذ يبدأ التحرك بإطلاع وإعلام هذه المنظمة الدولية بما أقدمت عليه طهران خلال الفترة الأخيرة من تحركات مريبة ومواقف تعد انتهاكا لسياسات دول الجوار؛ ما قد يدفع مجلس الأمن للبدء في دراسة هذا الملف الخطير والسعي لمعاقبة إيران، مشيرا إلى أن التحرك العربي سيكون مدعوما بالتوجه الغربي لتقييد الأطماع الإيرانية، وهو ما ظهر باعتبار الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ومن قبلها صوتت دول أوروبية ضد ميليشيا حزب الله واعتبرتها منظمة إرهابية، وهو أعلى تصنيف دولي في الإرهاب، ما يؤكد أن الاستمرار في الضغط العربي على كافة الأصعدة السياسية والدبلوماسية سيثمر عن نتائج إيجابية تزيد من التضييق على النظام الإيراني ويقطع أذرعته في المنطقة الممثلة في ميليشيا حزب الله في لبنان وميليشيا الحوثيين في اليمن. ردع حزب الله
من جانبه، يرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د.عاطف سعداوي أن حزب الله يعتبر أهم أذرع إيران لمحاولة بسط نفوذها الإقليمي، حيث نجحت في زرعه بالجسد اللبناني، لكنه شدد على أنها لن تنجح بتكرار المخطط ذاته في اليمن عن طريق ميليشيا الحوثي بعد أن تصدى التحالف العربي لها بقيادة المملكة، وهو ما استفز طهران بتوجيه صواريخها نحو العاصمة الرياض.
وأشاد د. سعداوي بقرار مجلس الجامعة العربية بتحميل المجلس حزب الله مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية فى الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وعدم تقديم أى دعم للإرهاب والإرهابيين فى محيطه الإقليمي، مشيرا إلى أن هذه تعد رسالة قوية لهذا الحزب الذي يسعى لتخريب لبنان، وكان له دور مؤثر في عدم استقراره بزرع الفتن والمؤامرات وتدبير الاغتيالات كان آخرها ضد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري.
#تقليم أظافر#
وشدد د.سعداوي على أن من بين أهم ما تضمنه بيان مجلس جامعة الدول العربية استنكار تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية، ومطالبة الحكومة الإيرانية بالكف عن هذه التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية التي تهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة، إضافة إلى قرار المجلس حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران والتى تبث على الأقمار الصناعية العربية باعتبارها تشكل تهديدا للأمن القومي العربي من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية. وثمن سعداوي التأييد العربي للمملكة في خطواتها لتقليم الأظافر الإيرانية بالمنطقة، لذا أدان المجلس بشدة إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية من قبل الميليشيا الموالية لإيران «الحوثي- صالح» والذى استهدف «الرياض» واعتبار ذلك عدوانا صارخا ضد المملكة وتهديدا للأمن القومي العربي، محذرا من أن الأطماع الإيرانية تجاوزت حدود لبنان وما يؤكد ذلك ما كشف أخيرا عن تدريب طهران لعناصر من ميليشيا الحوثي وتزويدها بالأسلحة والصواريخ المتطورة. #تحجيم إيران# من ناحيته، شدد عضو البرلمان المصري محمد إسماعيل على أهمية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة لبحث تدخلات إيران في المنطقة، مشيرا إلى أن إيران باتت تخطط لتقحم ذاتها في كافة الملفات العربية ما يشكل خطرا رهيبا على العرب من جرائم الميليشيات التابعة لها والتي تتصرف بإذنها، ووصف اجتماع وزراء الخارجية العرب بأنه انطلاقة عربية قوية ضد طهران، وتأكيدا على أن سيادة الدول العربية خط أحمر، وبالتالي لا يجب استمرار هذا التدخل وتشجيع الطائفية.
وأشاد إسماعيل بقرارات مجلس الجامعة بشأن عدد من القضايا العربية الملتهبة مثل استمرار احتلال إيران للجزرالإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التى تتخذها الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقا للقانون الدولي، فضلا عن استنكار المجلس السياسة الإيرانية وتدخلات طهران المستمرة فى الشؤون العربية والتي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والتأكيد على ضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التى تؤجج هذه النزاعات خصوصا فى دول الخليج. وأشار إلى أن من القرارات المهمة أيضا إيقاف إيران لدعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة فى الدول العربية وخاصة تدخلاتها في الشأن اليمني والتوقف عن دعمها للميليشيات الحوثية والمناهضة لحكومة اليمن الشرعية ووالاحجام عن مد الميليشيات بالأسلحة الامتناع عن تحويل اليمن إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن وتهديد الملاحة البحرية فى مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما ينعكس سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام، حيث يعد ذلك خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن 2216.