قطعت المملكة العربية السعودية شوطا كبيرا في محاربة الفساد، حيث شهد لها العالم على الخطوات الحثيثة في الاصلاح الاقتصادي منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم وتنصيب ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، حيث بادر بتقصي ملفات الفساد الذي انتشر في مفاصل الاقتصاد كانتشار النار في الحطب.
وكما جاء في الموقع الالكتروني لنزاهة فإن الفساد يعد ذا مفهوم مركب له ابعاد متعددة، وتختلف تعريفاته باختلاف الزاوية التي ينظر من خلالها إليه. فيعد فسادا كل سلوك انتهك أيا من القواعد والضوابط التي يفرضها النظام كما يعد فسادا كل سلوك يهدد المصلحة العامة، وكذلك أي إساءة لاستخدام الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب خاصة هذا في القانون الوضعي، اما في الشريعة الاسلامية فالفساد كل ما هو ضد الصلاح قال تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} (سورة الأعراف) (56) وقال تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا} (سورة النساء)(58).
يعد الفساد المالي في المال العام من اخطر انواع الفساد المالي لأنه يكشف ابعادا اجرامية واختلاسات وتدليسا للمستندات وسلوكيات غير اخلاقية وسوء الأمانة على المال العام الذي لا يملكه من تولى ادارته وتصريفه. ولقد جاء تأسيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) استشعارا من ولاة الامر -حفظهم الله- لاهمية العمل في بيئة نظيفة خالية من الفساد سواء الإداري او المالي أو كلاهما. وتفعلت نزاهة بالشكل المطلوب على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الامين الأمير محمد بن سلمان منذ اكثر من عامين.
أصبحت الخطة الوطنية لمحاربة الفساد واضحة ومدعومة من القيادة الرشيدة، حيث قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن الفساد: إنه لن تقوم للوطن قائمة ما لم يتم اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من اضر بالبلد وتطاول على المال العام، ولم يحافظ عليه أو اختلسه أو اساء استغلال السلطة والنفوذ، وغلب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. وكذلك قال -حفظه الله- استشعارا منا لخطورة الفساد، واستمرارا على نهجنا في حماية النزاهة ومكافحة الفساد والقضاء عليه، نطبق الأنظمة بحزم على الصغير والكبير لا نخشى في الله لومة لائم، بحزم وعزيمة لا تلين، وبما يبرئ ذمتنا امام الله سبحانه وتعالى ثم امام مواطنينا.
كل ما ورد في خطابات وتصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، كان للتأكيد على عهد جديد من النزاهة والشفافية والمحاسبة للنهوض بالمملكة نحو مستقبل زاهر لتصبح من اوائل الدول المتقدمة في العالم. هذه رسالة واضحة للاصلاح الاقتصادي ورفع مستوى النزاهة والشفافية المؤسسية على المستويين الحكومي والخاص.
ولقد كان للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الكاتب السياسي المخضرم توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز صدى ايجابي قوي على مستوى العالم، وقد تحدث سموه للصحفي العتيد بشفافية عالية عن مكافحة الفساد في المملكة على غرار ما تم من القبض على 208 مسئولين حكوميين ورجل اعمال في قضايا فساد، حيث خرج منها 7 اشخاص ابرياء من التهم. وقال الكاتب توماس فريدمان في مقاله الاخير: من لم يكن مع سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان في ربيعه السعودي ضد الفساد فهو أحمق.
اكتسبت المملكة الكثير من الفوائد في الحرب على الفساد وأهمها السمعة الطيبة في النزاهة والشفافية بما يجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة. ومن معايير اختيار دول وقنوات الاستثمار الشفافية والنزاهة والعدالة والحوكمة الصارمة والاستقرار الاقتصادي والسياسي للدول. تتوفر جميع هذه المعايير في المملكة في ظل قيادتنا الرشيدة لطمأنة المستثمرين الاجانب لجذب استثماراتهم اليها، خاصة بعد الحملة الجادة لمحاسبة الفاسدين. وسيكون للقطاع الخاص وسوق المال نصيب من المزيد من الشفافية والنزاهة والحوكمة الفاعلة لتشجيع المستثمرين على ضخ اموالهم في قنوات الاستثمار العديدة الواعدة في المملكة. وسنرى إقبال المستثمرين من داخل وخارج المملكة لضخ المزيد من الاموال للاستثمار في القطاعات المختلفة.