استقبل معرض جدة الدولي للكتاب الخميس الماضي زواره من الأسر والأدباء والمثقفين ومختلف شرائح المجتمع، وسط حضور أكثر من 500 دار نشر محلية وخليجية وعربية وعالمية من 42 دولة عربية وإسلامية وعالمية، أثرت المكان بالمعرفة عبر العديد من العناوين التي قدمتها في مختلف العلوم، إلى جانب فعاليات ثقافية منوعة تجاوزت 50 فعالية.
ويجسد المعرض، الذي تقدر مساحته بـ 27500 متر مربع دور المملكة العربية السعودية في نشر ثقافة العلم والمعرفة والآداب والفنون، ويذكّر الزوار بعراقة جدة -عروس البحر الأحمر- ومكانتها وموروثها الحضاري والثقافي، وتأكيد أن الثقافة أحد أهم مقومات الحياة الاجتماعية، وذات تأثير إيجابي مباشر على روح الانتماء للوطن والأرض.
وشكلت الندوات الثقافية والمحاضرات واللقاءات المفتوحة وورش العمل المتخصصة المقامة على هامش المعرض، إضافة جيدة من شأنها دعم المنتج الثقافي الذي يتطلع المعرض في نسخة هذا العام. هذا وقد بدأت فعاليات البرنامج الثقافي في المعرض بعروض سينمائية، على المسرح الداخلي للمعرض، وذلك بعرض فيلم الأطفال «Onnelin ja Annelin talvi» وترجمته إلى العربية (شتاء أونلين وآنلي) المقتبس من رواية الكاتبة الفنلندية «مارجريتا كورينيمي»، ويأتي هذا الفيلم ضمن مشاركات الاتحاد الأوروبي في معرض جدة للكتاب هذا العام.
وتدور قصة الفيلم حول فتاتين تدعيان «جيل» و«جوي» في التاسعة من عمرهما، يعيشان في منزلهما كمعظم الفتيات، لكن المختلف في قصتهما أنهما يعيشان في جزء صغير من المنزل مصمم لهما فقط، وكشف الفيلم أن السبب وراء ذلك أنه في إحدى الليالي توقفت أمام البيت سيارة صغيرة، نزلت منها عائلة صغيرة تدعى عائلة «مك تيني»، التي خسرت منزلها بعد أن دمرته أسطوانة رصف الطرق.
وسرد الفيلم حيثيات الأمر، الذي دفع العائلة باستضافتهما بشكل مؤقت، ولكنها تتحول إلى إقامة دائمة بعد أن قررت العائلة احتلال المنزل ومحاصرة سكن الطفلتين في جزء من المنزل.
هذا وقد شهد المعرض مسرحية «المتحف» التي قدمها نادي المسرح بجامعة الملك عبدالعزيز للمرة الأولى في المعرض. وتدور أحداث المسرحية التي عرضت أمس وأمس الأول بالمسرح الداخلي بمقر المعرض في أبحر الجنوبية حول مناقشة قضايا الحالات الإنسانية.
وأوضح مدير الأندية الطلابية بالجامعة عبد الله باحطاب أن المسرحية أعدت خصيصا للنشاط الثقافي لمعرض جدة الدولي الثالث للكتاب، وهي من تأليف الدكتور شادي عاشور، ومن إخراج أحمد الصمان.