دول كثيرة تتحدث عن محاربة الإرهاب، وقد لا يخلو خطابها الرسمي من هذا العنوان بمناسبة وبلا مناسبة، لكن.. وحدها المملكة التي تحتل موقعا رياديا في مكافحة الإرهاب، والتصدي له عمليا وثقافيا وفكريا وماديا، لذلك لم يكن حضور معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير لمؤتمر دول الصحراء والساحل المنعقد في باريس مؤخرا بروتوكوليا أو غريبا، وهو يمثل في هذا المؤتمر الذي يستهدف بناء قوة جديدة مشتركة لمكافحة الإرهاب في دول الساحل الأفريقي، وبمشاركة رؤساء أفارقة وأوروبيين، يمثل البلاد التي احتلت عن جدارة موقع رأس الحربة في محاربة الإرهاب، ونالت في هذا الإطار تقدير كافة قادة العالم الذين ثمنوا للمملكة العربية السعودية دورها المحوري في هذا الملف، ومبادراتها الفاعلة في كل ما من شأنه القضاء على آفة الإرهاب، والتعاون مع مختلف دول العالم من أجل عالم أكثر أمنا، ومما يؤكد هذه الحقيقة مساهمة المملكة في المؤتمر المشار إليه والذي ترأسه فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمائة مليون يورو دعما لأعمال هذا المؤتمر، وهو الدعم الأكبر على مستوى الدول المشاركة، لأن المملكة ومن منطلق موقفها المبدئي تعتبر أن أي جهد يبذل من أجل القضاء على التطرف والإرهاب إنما هو جزء من رسالتها بصرف النظر عن موقع هذا الجهد، لإيمانها بأن مخاطر الإرهاب أينما كانت فإنها تصب في النهاية في خانة زعزعة السلم العالمي، والذي يجب أن يكون مصانا من قبل كافة الدول، لتحقيق الغاية المرجوة التي تعيد صياغة السلام بما يحمي المجتمعات، والأديان، وعمليات التنمية من الأعمال الإرهابية الكفيلة بالقضاء على أي عمل تنموي، وإحالة الكوكب بالتالي برمته إلى غابة تتقاتل مفرداته فيما بينها لمصالح أصحاب الأجندات الشيطانية.
لهذا ولأن المملكة أخذت منذ وقت مبكر على عاتقها أن تكون في طليعة محاربي الإرهاب، لذلك ها هي تسجل حضورها الفاعل والنابه والداعم في كل الجهود الدولية على امتداد قارات الأرض في سبيل بناء العالم الآمن الذي يستوعب أحلام كافة البشر، وهو العنوان العملي الذي قدمت فيه المملكة الأنموذج للرسالة الإنسانية التي لا تريد إلا خير البشرية وفقا لرسالة عقيدتها الخالدة، هذا ما صنعته وتصنعه المملكة في سياق مسؤوليتها عن محاربة الإرهاب تاركة للآخرين الادعاء والكلام، لأن من يعمل ويبذل ويدعم هو وحده من يستحق شرف ريادة المواجهة.