لكل منا ذكريات جميلة، ومن بينها ذكريات لا يمكن نسيانها، خاصة إذا كانت مرتبطة بشخص عظيم كشخصية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله.
لعلني أذكر مناسبتين كنت فيهما أمام تلك الشخصية المبهرة أطال الله في عمره، فقبل أربعة عقود وعندما كان الملك سلمان أميرًا للرياض، تعرضت أسرة أخي لحادث مروري، واحتاج أحد أبنائه المصابين لعلاج طارئ في أحد المستشفيات المتخصصة، وحينها كنت في السنة الأولى بكلية التجارة بجامعة الملك سعود، وقد قررت الذهاب لإمارة الرياض لطلب مقابلة أميرها «في حينه»، فأدخلوني وكنت مرتبكًا فأنا صغير السن ولم اعتد على مقابلة أمير بمكانة أمير الرياض، إلا أنني تشجعت وشرحت له حالة ابن أخي المستعجلة، وما هي إلا لحظات إلا وقد وجه مدير مكتبه بإصدار الأمر فورًا، ابن أخي هذا هو الدكتور وليد الذي أصبح اليوم أحد أطباء الوطن الاستشاريين المرموقين في علاج السكر والغدد الصماء، ورئيس قسم الباطنة في المستشفى الجامعي بالخبر وأستاذا مشاركا في جامعة الإمام، والفضل في ذلك يعود بعد الله سبحانه وتعالى للملك سلمان يحفظه الله.
موقف آخر لا يمكن أن أنساه، حينما كنت مع بناتي في إحدى المدن الساحلية الأوروبية، وكن صغيرات في السن، مررنا في إحدى الطرقات، وإذا بنا نواجه الملك سلمان وحينها أيضا كان أميرًا للرياض، وهو يسير برفقة صديق له بلا حرس أو مرافقين، وترددت في السلام عليه خوفًا من تعطيله، فالموقف كان أكبر مني، وعندما لاحظ ذلك، قال (تبي شيء يا ولدي)، فقلت فرحًا (أنا وبناتي نريد السلام عليك يا طويل العمر)، فابتسم وقال (تعالوا)، فكانت تلك القصة من أجمل القصص التي كنا وما زلنا نتذكرها.
قبل أيام حلت الذكرى الثالثة لبيعة الشعب لسيدي سلمان بن عبدالعزيز ملكًا لهذه المملكة الغالية، وأعرف أنني مهما كتبت عما تحقق في تلك السنوات الثلاث فسأكون مقصرًا، فالمقال قصير والإنجازات العظيمة لا يمكن اختزالها في مقال، ولهذا رأيت استذكار تلك المواقف الإنسانية لهذا الرجل العظيم.
حفظ الله مليكنا ووالدنا سلمان بن عبدالعزيز، ونجدد بيعتنا له، وندعو الله له بالصحة والعافية وطول العمر.. ولكم تحياتي.