وضع الأخضر السعودي قدمه الأولى في الدور نصف النهائي لبطولة خليجي 23 المقامة حاليا في الكويت وتستمر منافساتها حتى 5 يناير المقبل، وبات بحاجة إلى نقطة واحدة من مباراته الأخيرة أمام عُمان التي ستقام يوم غد الخميس ليعلن تأهله رسميا للدور قبل النهائي بصرف النظر عن نتيجة المباراة الأخرى التي ستقام في نفس التوقيت وتجمع الإمارات والكويت.
ومع أن جل الإعلام الخليجي وبعض الرياضيين المتواجدين في الدورة، استبعد الأخضر من المنافسة على البطولة أو حتى الظهور بصورة مشرفة على اعتبار أنه يشارك بلاعبين خليط من الصف الثاني والثالث إلى جانب بعض عناصر الخبرة، إلا أنه فاجأهم بمستواه المميز ونتائجه الجيدة التي وضعته على قمة هرم المجموعة الأولى مع نهاية الجولة الثانية، ويأمل أن يكلل مستوياته الجيدة بالتأهل للدور الثاني.
ونجح الأخضر السعودي في تجاوز الكويت -البلد المستضيف- في مباراة الافتتاح بنتيجة 2-1 قبل أن يتعادل سلبيا أمام الإمارات الذي شارك بعناصره الأساسية وكاد أن يخطف النقاط الكاملة ويعلن تأهله بصفة رسمية لولا غياب الحظ وتألق الحارس الإماراتي فضلا عن نقص الخبرة الدولية لدى الكثير من العناصر التي شاركت في المباراة.
ومع أن القائمين على الأخضر لم يضعوا المنافسة على اللقب كهدف أولي، إلا أن المنتخب أثبت للجميع أنه قادر على الذهاب بعيدا في البطولة والوصول لأقصى نقطة ممكنة إذا ما استمر لاعبوه بنفس الروح والعطاء والانضباط التكتيكي الذي رسمه الكرواتي يورسيتش المدير الفني، الذي بدوره لم يتردد في منح الفرصة لأكثر من لاعب في المباراتين السابقتين من أجل إيجاد خيارات جديدة أمام الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مدرب الأخضر الأساسي في نهائيات كأس العالم.
وبعيدا عن حسابات الفوز والخسارة أو حتى المنافسة على اللقب، فإن الأخضر حقق الهدف الرئيس من المشاركة في النسخة الحالية، سواء من حيث الوقوف على النتائج الأولية للمشروع الضخم الذي أطلقته الهيئة العامة للرياضة ويهتم بالمواهب من اللاعبين المواليد، أو من حيث الوقوف على مستويات بعض اللاعبين الذين برزوا مع أنديتهم ولم تمنح لهم الفرصة بشكل كامل مع المنتخب الأول وتمت الاستعانة بهم للمرة الأولى لتمثيل الأخضر في خليجي 23.
فعلى مستوى المواليد، وبالرغم من الانتقادات التي طالت الظهير الأيمن سالم علي في المباراة الأولى أمام الكويت، إلا أنه أثبت في المباراة الثانية أمام الإمارات أنه لاعب يملك في جعبته الكثير بعد تألقه وتقديمه لمستوى تصاعدي دفاعا وهجوما، وسيكون مستقبلا في أفضل حالاته الفنية مع كثرة المشاركات واكتسابه للثقة والخبرة الدولية، أما علي النمر فأثبت أنه مشروع لاعب كبير منذ الوهلة الأولى، إثر تألقه اللافت في ظهوره الأول الذي سحب من خلاله بساط النجومية من نجم الإمارات «عموري» وتوج مجهوده الوافر بجائزة أفضل لاعب في المباراة.
ومن المكتسبات أيضا التي حققها الأخضر في الدورة الحالية بروز المدافع محمد خبراني والظهير الأيسر عبدالرحمن العبيد ولاعب المحور نوح الموسى بشكل مبهر أشاد فيه الجميع إلى جانب هتان باهبري ومعن الخضري اللذين أعادا اكتشاف موهبتيهما من جديد، وكانا على قدر المسؤولية وعند حسن الظن.
ومع أن الأخضر غير مطالب سوى بالظهور المشرف إلا أن سقف الطموح لدى لاعبيه ارتفع لاسيما وأن المنافسة حق مشروع، وسيحاول غدا تقديم أفضل المستويات وتحقيق النتيجة المطلوبة خصوصا وأن صفوفه ستشهد عودة قائده أحمد الفريدي «العقل المدبر» بعد أن أبعدته الإصابة عن المشاركة في المباراة الأخيرة.
#صور من البطولة#