بسط الجيش اليمني سيطرته أمس الخميس على مديريتي نعمان وناطع في البيضاء وحررهما من أيدي ميليشيا الحوثي، بعد استعادته مواقع إستراتيجية عدة في محافظة البيضاء، أهمها موقع الثعالب، واستمراره بالتقدم فيها منذ ثلاثة أيام.
وكان الجيش اليمني قد حرر يوم الإثنين الماضي -بإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة- مديرية الملاجم ثالث مديريات محافظة البيضاء وسط اليمن، في تقدم ميداني كبير ومتسارع، في العملية العسكرية لتحرير المحافظة، وسط انهيار وفرار ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وفي السياق، أعلن الجيش اليمني مقتل 80 قياديا بارزا من ميليشيا الحوثي في معارك مع قوات الجيش الوطني وغارات التحالف منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري في عدد من الجبهات التي تشهد مواجهات مستمرة وسط انهيارات حوثية كبيرة.
كما كشف الجيش اليمني أيضا أن الميليشيا خسرت خلال الأسبوع المنصرم 300 من عناصرها وقيادات ميدانية في جبهة بيحان شبوة، فضلا عن مقتل قيادات ميدانية حوثية في جبهات البيضاء، وصنعاء، وحجة، وصعدة، والضالع، والحديدة، والجوف. من جهة أخرى، اقتحمت قبائل قيفة أمس الخميس مديرية القريشية، كما قامت بقتل خمسة من ميليشيا الحوثي في مواجهات مسلحة إثر قيام الحوثييين بإطلاق النار على منازل المواطنين. وقال مصدر محلي: إن «رجال القبائل ردوا على قصف الحوثيين على منازل المواطنين بمهاجمة مبنى المديرية واقتحامه وقتل خلال الهجوم خمسة من الحوثيين المتمركزين في المبنى». وأضاف المصدر: إن القبائل في منطقة الزوب بالمديرية تنفذ عمليات هجومية مستمرة على مواقع الميليشيا كما تنفذ كمائن محكمة لتعزيزات الحوثيين رغم إمكانياتها الشحيحة.
وطالب المصدر الجهات المسؤولة في الجيش والشرعية بدعم المقاومة في المديرية وتسوية أوضاعها أسوة بأفراد المقاومة في بقية مديرية المحافظة التي تقاوم الميليشيا منذ أكثر من 3 سنوات. وعلى صعيد متصل كشفت مصادر محلية في محافظة ذمار، أمس الأول، أنه وبعد الهزائم المتلاحقة التي تتلقاها ميليشيا الحوثي الانقلابية، أخذ قادة ميليشيا الحوثي في المحافظة بفرض التجنيد الإجباري بقوة السلاح على أبناء المحافظة مع اقتراب قوات الجيش الوطني منها.
وأضافت المصادر: إن التجنيد الإجباري في ذمار بلغ ذروته، تزامنا مع اقتراب معركة البيضاء، وأن الميليشيا تعمل على استدعاء العسكريين السابقين ومن رفض منهم يتم اختطافه.
وأكدت المصادر أن ميليشيا الحوثي تبحث في المدارس عن مقاتلين من الطلاب وخصوصا الثانوية والإعدادية وذلك للمشاركة في جبهات القتال لسد العجز لديها.
ويعاني الحوثيون من الاستنزاف البشري بعد مقتل أعدادٍ كبيرةٍ منهم في جبهات القتال.
وكان الجيش اليمني نشر الأربعاء قائمة بأسماء 80 قياديا من ميليشيا الحوثي الانقلابية لقوا مصرعهم خلال الشهر الجاري (ديسمبر)، في المواجهات الميدانية وغارات التحالف العربي بقيادة المملكة، في أكبر خسائر تتكبدها الميليشيا على وقع احتدام المعارك والهزائم المتوالية التي تتلقاها في أكثر من جبهة.
على صعيد آخر، وثقت تقارير حقوقية يمنية، الأربعاء، ما يتعرض له المدنيون في قرى منطقة الحيمة بمديرية التعزية شمال شرق مدينة تعز من انتهاكات وحرب وحصار خانق تفرضه ميليشيا الحوثي الانقلابية، عقب مقتل القيادي الحوثي المدعو عبدالفتاح غلاب بكمين للمقاومة الشعبية.
ووصف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (غير حكومي)، ما تقوم به ميليشيا الحوثي ضد المدنيين العزل في عزلة الحيمة بتعز بأنها «جرائم حرب مكتملة الأركان ويحاسب عليها القانون الدولي».
وأكد المركز في بيان أن الميليشيا ومنذ 4 أيام تفرض حصارا ظالما على سكان الحيمة بالتزامن مع قصف مكثف بالأسلحة الثقيلة يستهدف منازل المواطنين في القرية.
ووثق المركز الحقوقي قيام قناصة الحوثيين بقتل 18 مواطنا حتى الآن، ووجود عشرات الجرحى الذين عجزت المنظمات على إنقاذهم بسبب استمرار الحصار.