طالبت الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية بضرورة إسقاط نظام خامنئي، مشيرة إلى أنه مطلب أساسي للشعب الإيراني، في حين أكدت مصادر تحويل مدن الأحواز لثكنات عسكرية تتبع للحرس الثوري لمواجهة انتفاضة شعب الأحواز، التي تتزامن مع احتجاجات عمت الأقاليم والمدن الإيرانية.
وعلمت «اليوم» من مصادر مطلعة من داخل الأحواز أن النظام الإيراني استبدل أمس الأول الجمعة، قوات الشرطة في المدن بعناصر وآليات تابعة للحرس الثوري لمواجهة انتفاضة الشعب الأحوازي التي تتزامن مع خروج جميع الأقاليم والمدن الإيرانية، رفضا لسياسة «ولاية الفقيه» وتدخلها في شؤون دول الجوار وتوجيه أموال الشعب دعما لميليشيا طائفية في لبنان واليمن وسوريا وغيرها.
وحسب المصدر ذاته تهدف الإجراءات التي اتخذتها حكومة النظام لتحويل المدن الأحوازية لثكنات عسكرية، مشيرا إلى أنه في ذات اليوم شيع سكان مدينة سلمان في شمال الأحواز ثلاثة شهداء قضوا برصاص الجيش الإيراني، بالإضافة إلى اعتقالات وصلت إلى المئات.
#محاولات إجهاض#
ولفت المصدر إلى أنه برغم محاولات قوات الحرس الثوري إجهاض ثورة الشعب الأحوازي بقمع المتظاهرين وترهيبهم من خلال إطلاق النيران عليهم، إلا أن وتيرة الاحتجاجات تتسارع فيها مقارنة ببقية المدن الإيرانية الأخرى.
وفي تصريحات أخرى لـ«اليوم»، قال الأمين العام للجبهة، صلاح أبوشريف الأحوازي: «إن مطلب الشعب الأحوازي واضح وهو إسقاط النظام الفارسي»، وأضاف أبوشريف: «تشكيل مجلس وطني يضم الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية ومنظمة حزم وجبهة تحرير الأحواز وحركة النضال لتحرير الأحواز وجبهة الأحواز الديمقراطية؛ بهدف تنسيق حراك الانتفاضة داخل الأراضي الأحوازية، بالإضافة إلى لجان أخرى في الخارج للحصول على الدعم من المنظمات الأممية والدولية».
وفي أمريكا وأوروبا، تضامن متظاهرون مع انتفاضة الشعب الإيراني ضد سياسة نظام «خامنئي»، الداخلية والخارجية، وأكد متضامنون -تجمعوا أمس في ساحة «يينا» بباريس- على ضرورة دعم المحتجين والوقوف بجانبهم حتى إسقاط النظام.
وكان مجلس الأمن الدولي، بدأ اجتماعا الجمعة بشأن الاحتجاجات الدامية في إيران، بناء على طلب الولايات المتحدة.
#قمع السلطات#
وقالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن في بيانها أمام المجلس: «إن الشعب الإيراني انتفض في عشرات المناطق ضد قمع السلطات، وإن التظاهرات في إيران تلقائية من دون تدخل خارجي».
وأكدت نيكى هيلي أن بلادها تقف مع الباحثين عن الحرية والرخاء والكرامة في إيران، مشيرة إلى أن النظام يحرم شعبه من حقوق الإنسان الأساسية، موجهة حديثها لنظام إيران «إن العالم يرى ما تفعلون».
وقالت هايلي: «إن أصوات الشعب الإيراني تطالب الحكومة في طهران بوقف دعم الإرهاب بالمليارات وتمويل الميليشيا في العراق واليمن، كما ينفق 6 مليارات سنويا على الأقل لدعم الأسد».
وكان مساعد الأمين العام الأممي، للشؤون السياسية، تاي بروك زاهيرون، قد قال في تقريره عن إيران: «إن المتظاهرين في إيران انتقدوا الامتيازات الممنوحة لرجال الدين وبعض عناصر جهاز الأمن، كما انتقدوا التكلفة الكبيرة لتدخلات النظام الإيراني في المنطقة».
ودعا المندوب الكويتي في مجلس الأمن منصور العتيبي «إيران إلى ضرورة احترام حرية التعبير وحقوق المتظاهرين»، فيما طالب المندوب البريطاني في مجلس الأمن إيران بوقف العنف وأن تلتزم الحكومة الإيرانية بتعهداتها بشأن حقوق الإنسان.
#ارتباط دولي#
وفي وقت أصرت فيه روسيا على أن التظاهرات لا تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، لذا فلا ينبغي لمجلس الأمن النظر فيها، أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة على أن الوضع في إيران مرتبط «بحقوق الإنسان الأساسية للشعب الإيراني، وهو ما يعد مسألة مرتبطة بالسلم والأمن الدوليين».
وفي شأن الاحتجاجات، واصل الإيرانيون انتفاضتهم لليوم العاشر في مدن وأقاليم إيرانية، في وقت تحولت فيه مباراة لكرة القدم في تبريز إلى تظاهرة ضد نظام دولة فارس.
وفي مباراة بين فريقي «تراكتور سازي تبريز» و«استقلال طهران» في ملعب «سهند» بالمدينة، تحولت الرياضة إلى مشهد سياسي أبرز فيه المشجعون امتعاضهم من نظام الملالي، وسياسته الخارجية والداخلية.
وهتف الجمهور «اخجل يا خامنئي واترك الحكومة» و«يا فاقدي الغيرة» و«يا بسيجي فاقد الغيرة» و«لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران»، بجانب شعار «الموت لخامنئي».
وجرت هذه التظاهرة الضخمة في وقت كانت القوات القمعية قد وضعت منذ صباح أمس الأول نقاط تفتيش في الطرق بين مدن خوي واروميه واردبيل إلى تبريز.
#ضد النظام#
وفي عصر ذات اليوم تظاهر الشباب في شارعي «آبرسان» و«راه آهن» رافعين شعار «الموت للديكتاتور».
وذكرت تقارير أولية أن عدد الاعتقالات في الأسبوع الاول من انتفاضة الشعب الإيراني ضد سياسة نظامه الداخلية والخارجية، في أكثر من 120 مدينة وصل إلى ما لايقل عن 2500 حالة.
وأشار عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مهدي عقبائي إلى اعترافات مسؤولي النظام فيما يتعلق بإحصائيات الاعتقالات في 15 مدينة.
وقال عقبائي في بيان من باريس: «أفاد مساعد الشؤون الأمنية في قائم مقامية طهران، علي أصغر ناصر بخت، باعتقال 450 شخصا في 30 ديسمبر و1 يناير، والقبض على العديد من المتظاهرين في 2 و3 يناير، ونقل المحتجزين إلى سجن إيفين» وأردف: «حاكم محافظة مركزي، علي آقازاده قال: إن أكثر من 100 شخص اعتقلوا في المظاهرات التي جرت مساء يوم 30 ديسمبر، في أراك».
ويواصل عضو المقاومة: إن المدعي العام في كاشان توعد المتظاهرين في 31 ديسمبر بقوله: وفقا للقانون، يعتبر من يحاربون النظام «مفسدين على الأرض».
#آلاف المعتقلين#
وأضاف عضو المعارضة الإيرانية: إن حوالي من 50 إلى 60 شخصا اعتقلوا في تجمعات كاشان غير القانونية، أما قائم مقام مدينة همدان، فقد أعلن اعتقال 150 محتجا، وتابع عضو المقاومة: «ذكر المساعد السياسي والأمني في محافظة غولستان اعتقال 150 شخصا في جرجان، مع تأكيد صحيفة حكومية اعتقال 100 شخص في إصفهان في 1-2 يناير».
ولفت عقبائي إلى اعتقال 116 شخصا على الأقل في مدينة إيذه، و80 في كرمان، وفي اردبيل 40 متظاهرا، بجانب احتجاز ما لا يقل عن 90 متظاهرا في مدينة تبريز.
وأضاف: وفي قزوين احتجز 50 شخصا، وفي محافظة أذربيجان الغربية ألقي القبض على عشرة محتجين في اورميه، ووفقا لقائد شرطة رباط كريم، ألقي القبض على 11 متظاهرا، وفي برديس، أعلن مكتب المدعي العام ومحكمة الثورة القبض على 25 آخرين، فيما اعترف المدعي العام في كرج، باعتقال 26 متظاهرا في المدينة.
وختم البيان بأنه وفقا المدعي العام في طهران، فإن 90% من المحتجزين تقل أعمارهم عن 25 سنة، مع تعرض جميع المعتقلين بسجن إيفين للتهديد وإجبارهم على إجراء اعترافات تلفزيونية.
وقفة تضامنية في بروكسل مع المحتجين الإيرانيين (أ ف ب)
هيلي تتحدث مع نظيرها الروسي فاسيلي قبيل الجلسة (أ ف ب)
ومتضامن في هامبورج يقارن بين جرائم النظام وداعش (أ ف ب)