رغم العمليات القمعية التي يمارسها الحرس الثوري لاحتواء الانتفاضة الايرانية العارمة التي شملت معظم مدن ومحافظات إيران، الا أن الثوار الأحرار المنادين بانتزاع حريتهم من براثن الطغاة مصممة على عدم ايقاف احتجاجاتهم ومسيراتهم الا بسقوط المرشد وزبانيته، لانهاء معاناتهم في الداخل ومعاناة دول العالم قاطبة من ممارسات النظام الموغلة في الاستخفاف والاستهتار والسخرية من القرارات الأممية ذات العلاقة بتدخلاته السافرة في شؤون الغير، وتصدير ثورته الدموية الى العديد من أمصار وأقطار المعمورة ومضيه في تطوير وتحديث أسلحته التدميرية الشاملة ليهدد بها جيران إيران وكافة دول العالم.
الانتفاضة الإيرانية مع شبكة مجاهدي خلق والتنسيق مع كافة الجهات الإيرانية التي عانت ومازالت تعاني الأمرين من ظلم النظام وبطشه وجبروته لن تتوقف بالسهولة التي يتخيلها المرشد، فالانتفافضة المتصاعدة تختلف عن تلك التي اندلعت ألسنة نيرانها في طهران قبل سنوات، فقد كانت محدودة في العاصمة فقط أما الحالية فانها امتدت الى 120 مدينة ايرانية ولن تتوقف الا عند الاطاحة بالمرشد وأعوانه.
موقف «ولاية الفقيه» المعادي للانسانية والحرية والكرامة وسيادة ايران هو موقف أدى الى اشتعال الانتفاضة الحالية التي دخلت في أسبوعها الثاني، فتلك الولاية الجائرة شلت قدرات إيران الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بتنظيراتها الموغلة في الأخطاء ودخولها في نزاعات وخلافات إقليمية ودولية بإيعاز وتوجيه ودعم من المرشد، وقد حان الوقت لانهاء هذه الولاية وإنهاء ممارساتها الحاقدة ضد ايران وضد دول العالم.
منظمة مجاهدي خلق كانت الضحية الرئيسية لعمليات الاعدام السياسي خلال العقود الثلاثة الماضية فقد أعدم النظام أكثر من مائة وعشرين ألف معارض وأعدم أكثر من ثلاثين ألف سجين، غير أن المنظمة لا تنتفض وحدها هذه المرة بل الشعب الايراني برمته في حالة انتفاض وغليان ضد المرشد الذي قاد ايران الى أسوأ حالاتها الاقتصادية وبدد ثروات البلاد الطائلة على نزواته ومغامراته الطائشة في الداخل والخارج.
حجم الاحتجاجات في تصاعد ملحوظ رغم اعتقال النظام للآلاف من اقليم كردستان بحجة تزعمهم للانتفاضة الأخيرة، ولعل من الملاحظ والمشهود أن العالم كله وليس الشعب الايراني وحده يرفض استمرار المرشد في سدة الحكم بدليل تنظيم المسيرات التي عمت عدة مدن أوروبية لتأييد انتفاضة الايرانيين والمطالبة بتوقف النظام عن تدخلاته السافرة في شؤون الغير وتوقف تصدير الارهاب الى خارج ايران والتوقف عن تحديث أسلحته التدميرية الشاملة.
والمتابعون لمجريات الأحداث الصاخبة داخل ايران وخارجها يدركون تماما أن النهاية الحتمية للنظام الايراني أضحت وشيكة للغاية، فهذا النظام لم يعد صالحا للاستمرار والحياة، فقد أنهك بتصرفاته الرعناء مفاصل الجسد الايراني، وأنهك بتلك التصرفات صبر العالم الذي نفد تماما، فالمطالبة برحيله هي مطالبة مشروعة من أبناء ايران ومن كافة شعوب العالم المحبة للعدل والحرية والاستقرار والسيادة.