يبدو أن الأحياء القديمة في وطننا الغالي سوف تكون مادة ثرية ومضنية للملهمين والمهندسين والفنانين والشعراء والكتاب، حيث بدأت هيئة تطوير مدينة الرياض بتطوير حي البجيري في الدرعية وتحويله لحي سياحي تراثي مدهش في كل تفاصيله.
قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاما كنت هناك أتجول بين أزقة الدرعية، أرسم أطلالها في لوحاتي، وكانت ملهمة لي وللكثير من فناني المملكة، وكنت أتمنى في ذلك الوقت أن أمتلك مرسما في أحد البيوتات الصغيرة لأستقر فيه ويكون محترفي الفني، واليوم وأنا أزور حي البجيري في الدرعية وأرى ذلك الحلم الجميل، كيف تتحقق تلك الأماني ولو بعد حين من الزمن، لقد أصبح ذلك الحي من أجمل أحياء الرياض، يزدان بتفاصيله المعمارية التراثية، ومقاهيه ومعارضه الفنية، وهذا يعود بي لما قبل خمس سنوات حينما تحدثت وكتبت عن الحي الثقافي بقلعة القطيف، وحينها تفاعل الكثير مع الطرح وتوقعت أن يتفاعل أصحاب الشأن لنبدأ بخطوة، واليوم أعاود من جديد لطرح مشروع تطوير حي الديرة بتاروت، وتحويله لحي ثقافي، خاصة بوجود أحد أهم المعالم السياحية والتراثية بالمملكة، وهو قلعة تاروت الشهيرة، ولأجل الحفاظ على هذا المعلم التاريخي نناشد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة المنطقة الشرقية بتطوير حي الديرة بتاروت ليكون معلما حضاريا، خاصة وأنه ما زال يتضمن العديد من البيوت التراثية المبنية بحجر البحر بجمال تراثها المعماري.
تطوير الأحياء التراثية لأحياء ثقافية سياحية يعتبر مصدرا اقتصاديا كبيرا للمملكة، ومتنفسا للعائلات، وجاذبا للسياح، وملهما للإبداع والمبدعين.