هذا مدخل لقصيدة الراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي، وقد ألقاها مع افتتاح جسر الملك فهد. قصيدة جسدت كل المشاعر والروابط التي يشعر بها كل مواطن خليجي. واليوم يعبر هذا الجسر أكثر من عشرة آلاف مركبة يوميا، ويتضاعف هذا العدد عدة مرات، في عطلات نهاية الأسبوع والإجازات والأعياد.
كل شيء جميل في هذا الجسر، فالبحر بمناظره الخلابة على يمينك ويسارك. إلا أنه لا يخلو من منغصات السائقين المستهترين بأرواحهم وأرواح غيرهم. فالجسر لا يحتمل السرعات العالية، كما أن عرضه المتواضع يشكل خطورة كبرى على عابري الجسر في حالة توقف المركبة جراء خلل فني أو تعطل أحد إطاراتها. وتزداد خطورة ذلك في الساعات المتأخرة من الليل.
صحيح أن عدد الحوادث المرورية يعتبر قليلاً نسبة لعدد المركبات العابرة، خاصة مع وجود كاميرات ضبط السرعة في «الجانب السعودي». إلا أن غالبية تلك الحوادث تكون قاتلة وخطيرة جدا. ولو استرجعنا بعضها لتأكد لنا، أنها غالباً ما تتسبب في وفيات أو إعاقات خطيرة.
الأمر لا يمكن أن يترك هكذا دون مراجعات لتحديد أسباب تلك الحوادث وطرق معالجتها، إذ لا بد من إيجاد حلول للتوقف الآمن، بحيث لا يشكل ذلك خطورة على ركاب السيارة المتعطلة، أو على السيارات القادمة من الخلف.
الأسبوع الماضي كان هناك حادث خطير نتج عنه وفاة شابين توقفا لإصلاح إطار سيارتهما، فصدمهما شخص وقضى عليهما، رغم أن الحادث كان على بعد أمتار من نقطة مرور الجسر.
أعتقد أنه من المهم أن تتحرك المؤسسة العامة للجسر لوضع العلامات الكافية عند مفترق الطريق في نهاية الجسر، والتنسيق مع المرور لتحديد مناطق للتوقف الطارئ، بما لا يشكل خطورة على أحد. كما أن على المرور تسيير دوريات على جانبي الجسر خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل وهذا هو الأهم، ناهيك عن معالجة توقف الشاحنات عند نقطة دفع الرسوم الرئيسة، حيث تكررت حوادث الموت بسببها.
نقدر جهود الجميع، لكن مثل هذه الحوادث المفجعة بحاجة لدراسة ومراجعة وحلول. ولكم تحياتي.