DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فقاعة الفاشينيستا!!

فقاعة الفاشينيستا!!

فقاعة الفاشينيستا!!
تضج الساحة بأنواع من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم مختلفون في التوجهات والأفكار. ومن ضمنهم فئة يطلق عليهم «فاشينيستا ((Fashionista» للمرأة، وفاشينيست للرجل. وهم الذين يعرضون موديلاتهم من الموضة وتفاصيل حياتهم الشخصية أيضا. المهم في الموضوع أن هؤلاء المشاهير أيا كانت مسمياتهم ومجالاتهم، فإن لهم تأثيرا على الجيل الحالي من المراهقين والمرهقات. في الآونة الأخيرة انطلق وسم (هاشتاق) يدعو إلى حذف أو حظر متابعة بعض من المشاهير تحت عنوان (#حملة_تبليك_المشاهير). وأنا اعتبر هذه الخطوة فيها شيء من الوعي الاجتماعي الإيجابي، فليس كل مشهور لديه المفيد النافع ليقدمه، بل إن منهم من هو باحث عن الشهرة والأضواء وبأي ثمن حتى ولو كان على حساب الدين أو الفكر أو الأدب والأخلاق. وهناك عتاب على بعض من الكتاب والأدباء والمفكرين والأكاديميين الذين يملكون مادة ثقافية مفيدة وأدبية متميزة ولكنهم لم يستخدموا أيا من وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى هذه الطبقة من الشباب. والبعض الآخر لا يحب ولا يبحث عن الشهرة، وتركوا جزءا من الساحة لبعض فقاعة المشاهير الذين ظهروا إلى السطح بين عشية وضحاها؟. وإلى أولئك المشاهير والمتابعين أنثر هنا بعضا من الومضات على أضواء الشهرة وضريبتها. أولا: لا يعني الشهرة وكثرة المتابعين أن هذا الشخص يملك المعرفة، بل المفروض أنه كلما زادت مساحة العلم زاد حجم الجهل!. وسقراط الذي ملأ الدنيا شهرة كان يردد كثيرا: الشيء الذي أنا متأكد منه أني لا أعرف شيئا! ثانيا: النفس البشرية صعب ترويضها، وينتفخ ريشها حين ترى جموعا من الناس تستمع لها وتنصت!، فما بالك بمئات ألوف من المتابعين. وباب الشهرة خطير نفسيا ومعنويا على المشهور نفسه قبل المتابعين. وقد تحدث عن ذلك الإمام أبو حامد الغزالي -رحمه الله- بوضوح وشفافية حين أحس بها في عز شبابه، فترك بغداد ورحل لعشر سنوات متخفيا خوفا على نفسه من غرور الشهرة والرياء. ثالثا: مع الشهرة تأتي المسؤولية الاجتماعية، وتصبح كل كلمة تقولها محسوبة لك أو عليك، وهناك من يتلقفها سواء بحسن نية معتقدا صوابها أو تصيدا للأخطاء. رابعا: ليس كل مشهور ذا فائدة وصاحب فكر، والعكس صحيح أيضا، فالشيخ والعالم النحوي ابن مالك (صاحب الألفية) بلغ أوج شهرته بعد موته. ويُذكر أنه كان يخرج من بيته وينادي: من يريد أن يتعلم الفقه؟ من يريد أن يتعلم النحو؟، فلا يجيبه أحد، فيقول: اللهم بلغت اللهم فاشهد. فهل مشاهير اليوم عندهم من العلم المعرفي أو الأدبي أو الثقافي مثل أولئك؟ فليخرجوه لنا! خامسا: بعض من المشاهير هم أطفال وسوف يندمون يوما (حين يبلغون أشدهم) على أنهم لم يعيشوا جزءا من الحياة الطبيعية البريئة كأطفال، وهنا تقع المسؤولية على الآباء والأمهات. سادسا: الشهرة الوهمية والسريعة هي (كالفقاعة) وستزول بسرعة لأنه ليست مبنية على أساس علمي ومعرفي. والذي يأتي بسهولة عادة يُفقد بسهولة. سابعا: علينا أن نتعلم من المشاهير والعلماء الحقيقيين الدروس الرائعة في فن التواضع، وأن المهم هو توصيل العلم أو الفائدة وليس الأضواء والشهرة. وقد قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب إلي شيء منه أبدا، فأوجر عليه ولا يحمدوني». ومع الشهرة وكثرة المتابعين على المرء أن يكون فطنا ذكيا، فليس كل ما يُعرف يقال أو يعرض!!. وليتذكر أيضا ذلك الوصف المهيب والمرعب الذي تقشعر منه الأبدان وتضطرب له القلوب في قوله سبحانه وتعالى: «لِيحمِلُوا أوزارهم كامِلة يوم القِيامة ومِن أوزار الذِين يُضِلُونهُم بِغيرِ عِلم ألا ساء ما يزِرُون».