في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الجنوبية إلى تذويب جليد علاقاتها المجمدة مع جارتها الشمالية، من خلال إجراء محادثات بينية قبل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج تتزايد مخاوف الولايات المتحدة والدول الغربية من أن يجهض هذا التقارب جهودهم لتشكيل جبهة عريضة موحدة ضد برنامج كوريا الشمالية النووي.
الكوريتان أعادتا فتح خط هاتفي ساخن لإحياء قناة الاتصال المباشر بينهما بعد سنوات من التوتر عبر الحدود، في نفس الوقت الذي يتبادل فيه الرئيس الأمريكي التهديدات مع غريمه زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون. الأول هدد بالضغط على «الذر النووي» فبادله الثاني الرد «لدي ذر أكبر مما عندك».
سوول وواشنطن أكدتا أنهما على اتصال وثيق وتعهدتا بمقاومة أي محاولات من جانب الشمال لدق اسفين بين الحلفاء. إلا أن السياسيين والباحثين في كلا البلدين حذروا من أن إجراء محادثات مع بيونج يانج سيؤثر على نهجهم في التعامل معها.
كونج جون بيو رئيس حزب ليبرتي الكوري المعارض استغل الفرصة في مقابلة مع صحيفة «كوريا هيرالد» ليشكك في نوايا الرئيس مون جاي إن؛ قائلا «لا اعتقد ان مثل هذه السياسة منطقية لأنها ستجلب خطرا اكبر على عملية السلام المؤقت. وسيؤثر الحوار على التحالف الكوري الامريكي ويؤدي لصراعات بين الكوريتين، ففي الوقت الذي يسعى العالم كله لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية تفعل الحكومة الحالية العكس».
أما الجنرال فنسنت ك. بروكس قائد القاعدة الامريكية في كوريا الجنوبية فقد دعا إلى توخي الحذر من تصريحات كوريا الشمالية الدبلوماسية.
وعلى الرغم من أن البرنامج النووى للشمالية يعتبر قضية دولية لا يمكن حلها إلا من خلال المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، فإن الجنوبية بإمكانها توظيف المحادثات بين الكوريتين لتكون بمثابة قوة دافعة تعزز المفاوضات بين واشنطن وبيونج يانج.
ولدى واشنطن مخاوف حقيقية من ان تبتعد ادارة الرئيس مون عن الجهود الامريكية وتقدم تنازلات كبيرة للشماليين في هذه المحادثات كتخفيف العقوبات ووقف المناورات العسكرية المشتركة معها وتخفيض قواتها المتمركزة في بلاده.