تشارك أمانة الأحساء في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 32) بجناح متخصص في عرض أهم مشاريع وبرامج الأمانة التي قامت بها خلال الفترة الماضية، وأهم البرامج التي تعمل عليها خلال المرحلة المقبلة، كما تجسد أهم المواقع التاريخية التي تحظى بها الأحساء بالصورة والمجسمات التي تنقل العمق التاريخي والحضاري للأحساء لزوار الجناح.
حيث يستعرض الجناح مجسمًا يحاكي ميناء العقير بالاحساء على ساحل الخليج العربي والذي يعد من المواقع التاريخية الهامة في المملكة وأول ميناء بحري فيها، كما كان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء حتى عهد قريب، وقد اهتم المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بميناء العقير لكونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الناشئة، وكان إلى عهد قريب قبيل تأسيس ميناء الدمام الميناء الرئيس الذي يفد إليه الزائرون لوسط الجزيرة العربية وشرقها.
حيث استخدم الملك عبدالعزيز الميناء مقرًا لمقابلة الموفدين البريطانيين واتخذه مقرا للمفاوضات مع الحكومة البريطانية، وتم تطوير الميناء بإنشاء الجمارك والجوازات ومباني الخان والإمارة والحصن والمسجد.
وأكد منذر السالم من أمانة الأحساء أن العقير يعد بوابة نجد البحرية ومعبر الاستيطان في المنطقة وقد استمر أثره السياسي والتجاري والعسكري والفكري واضحا في الأدوار السياسية التي تعاقبت على الساحل الشرقي للجزيرة العربية.
وقال: يعود عمق أقدم تبادل تجاري عبر العقير والبلاد المجاورة لها إلى العصور الحجرية، وقد تبين من فحص الأدوات الحجرية التي عثر عليها في هجر أنها تتكون من أحجار لا توجد أصلا في مكونات سطحها، مثل الأحجار البركانية وأحجار الكوارتز وأنواع أخرى من الأحجار المختلفة، وإنما استوردت من المناطق الغربية بالجزيرة العربية بعد أن تم فحصها من قبل علماء الآثار.
وأضاف: جاءت تسمية العقير نسبة إلى قبيلة أجاروا أو عجيروا التي سكنت المنطقة في الألف الأول قبل الميلاد، فأوردت اسمها المصادر الكلاسيكية، ويلحظ أن أهل الخليج وفي كثير من المفردات اللغوية وبتأثير غير مقصود في اللهجة يبدلون بعض الحروف في الكلام مثل إبدال حرف القاف بحرف الجيم فيقال: عجير بدلا من عقير، واسم عقير في المصادر الكلاسيكية هو أجير؛ لأن الذين كتبوه ونطقوه ليسوا من الناطقين باللغة العربية لذلك يصعب عليهم نطق حرف العين لعدم وجوده أصلا في لغتهم، فيكتبون وينطقون عجير أجير أو جير أو جيرا مقترنة بقبيلة أجارم، وهي بالعربية المحلية أصلها عجارو أو عجيريون ، كما انجذب زوار جناح الأحساء للمدرسة الأميرية الأولى بالهفوف.
المدرسة الأميرية الأولى بالهفوف