عرس تاريخي سعودي خليجي بل عالمي يقام في مثل هذا الوقت من كل عام، إنه مهرجان التراث والثقافة (الجنادرية)، ذلك الحدث البارز الذي بدأ قبل ٣٢ عاماً وبإشراف وتنظيم وزارة الحرس الوطني، مهرجان الجنادرية يأتي لتعزيز الهوية الإسلامية والعربية للمملكة العربية السعودية وتأصيل الثقافة والموروثات الوطنية، ويحظى منذ انطلاقته الأولى برعاية واهتمام ولاة أمرنا حفظهم الله، لذا لا عجب أن تتسابق الصحف للحديث عن هذا المهرجان التاريخي ويستل الكتاب أقلامهم للكتابة عنه.
الجنادرية ليست حدثاً عادياً أو مهرجاناً كبقية المهرجانات السنوية، إذ إن الجنادرية تعنى بتاريخ وحضارة وثقافة المملكة العربية السعودية وسيرة المؤسس البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
ما يميز هذا المهرجان هو التشجيع والحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته واستعراض تدرج العادات والتقاليد منذ زمن بعيد وحتى عصرنا الحاضر، وإيجاد صيغة للتلاحم بين تلك الموروثات الشعبية بجميع جوانبها وبين الإنجازات الحضارية التي تشهدها المملكة وبلورة تلك الموروثات بالصياغة وتوظيفها في أعمال أدبية وفنية ناجحة وحفظ هذا الموروث من الضياع والإهمال، وأيضا مجموعة الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية والرياضية، والعروض المسرحية والمسابقات المتنوعة كمسابقة القرآن الكريم ومسابقة الهجن والفروسية والمسابقات الأدبية والشعرية، إضافة الى المحاضرات الثقافية والفكرية التي تعنى بمناقشة أهم القضايا سواء على المستوى المحلي او العالمي، وايضا استضافة دول عربية وعالمية في هذا المهرجان بواقع دولة في كل عام للتعرف على ثقافتها وعاداتها وفعالياتها، وغيرها العديد من الأنشطة التي يزخر بها مهرجان الجنادرية.
الزائر لمهرجان الجنادرية يتمكن من مشاهدة والتعرف على جميع مناطق المملكة من خلال تواجد قرى متكاملة تمثل كل قرية منطقة معينة بموروثها الشعبي وعاداتها وتقاليدها وأنشطتها الفنية المتنوعة التي تجذب الزائر وتشد انتباهه.
في كل عام يشهد مهرجان الجنادرية إضافات جديدة وتطورات مختلفة، فعلى سبيل المثال وفي عام ١٩٨٧ وهي النسخة الثالثة له، أقيمت أول مسابقة للطفل السعودي، كما أقيم ايضا ولأول مرة عرض للأزياء النسائية القديمة.
وفي عام ١٩٨٨ وهي النسخة الرابعة لمهرجان الجنادرية أقيم ٢٣ معرضاً للجهات والمؤسسات الحكومية وعروض للفروسية استمرت طيلة أيام المهرجان.
لا يسعني في هذا المقال استعراض الإنجازات والتطورات لهذا الحدث العظيم الذي يتكرر سنوياً.
هذا المهرجان الذي يبلغ عدد زواره ما يفوق النصف مليون زائر من داخل وخارج المملكة، أتى بكل معاني الألفة والإخاء من شمال وجنوب وغرب وشرق المملكة إلى قلب الرياض، حاملاً معه ما قام به جنودنا البواسل الشهداء في خدمة هذا الوطن والتضحية من أجله، إنه بالفعل مفخرة للمملكة العربية السعودية ومفخرة لكل سعودي ومسلم.
تحياتي وتقديري.