لا شك أن التطوع هو أساس ديننا الاسلامي، وهو من أبرز المبادرات الانسانية، وذلك لاسباب عدة، ومنها أن الانسان كائن اجتماعي حتى ولو كان مفرداً، فإنه ينتمي الى الانسانية بما تحمله من حقوق وواجبات ومشاعر.
حيث يكتسب المتطوعون شعور الانتماء الى مجتمعهم، وتحمّل جزء كبير من المسؤولية والتي تسهم في تلبية احتياجات اجتماعية ملحة أو خدمة انسانية أو قضية من قضايا المجتمع، في إطار عمل كفريق منظم لتجسيد معنى التكاتف وروح التعاون وصناعة الألفة ليصبحوا جسدا واحدا.
فالواجب على المتطوع أن يتمتع بمهارة عالية وخبرة اجتماعية وعلاقة اتصال مع ذاته؛ ليصنع من كلمته مثابرة وفعلته مبادرة وأمانته مصداقية، وكما نعرف ان واقعنا الجميل يبدأ من الحلم، ويمكن للمتطوع ان يشارك بتحقيق بعض أحلامه على أن يتسع مفهوم مبادرته وتطوعه داخل صندوق المبادرة الانسانية، لتشمل مبادرته نشر الثقافة والمعرفة وسد النقص في العلم والمساعدات الانسانية، فالتطوع يسير حول ارسال بعض الاستشعارات الداخلية في حياتنا لتطور ذاتنا وتثقفها وتنمي قدراتنا لنصبح قادرين على توصيل رسالتنا للاخرين بصورة واضحة وخالية من المنقول والمنسوخ.
ولكن هل صحيح أن التطوع له صلة بتطوير الذات؟!
فالانسانية هي موقف ديموقراطي وأخلاقي يؤكد على أن البشر لهم الحق في إضفاء الشكل والمعنى الذي يريدونه لحياتهم الخاصة، ويقومون في بناء مجتمع أكثر إنسانية وذلك من خلال نظام أخلاقي قائم على القيم الدينية والطبيعية والبشرية، والتساؤل الحر من خلال قدرات الانسان، وهذا هو أساس التطوير الذاتي الذي يحتاجه كل مبادر انساني يقوم بسد نقص حاد بالمجتمع ونشر الثقافة والعلم بعيداً عن ما يسمى بالانتشار الاعلامي.
فالواجب علينا هو تطوير ذواتنا وتحفيزها بطريقة ايجابية واقعية لتصبح ثقافتنا وحديثنا الخارجي بريقا لامعاً.