كثيرة هي الأوقات التي نكون فيها مجبرين على التعامل بتحفظ واحتياط زائدين نظرا لأي مستجدات خارج الإرادة البشرية، ومن هذه المستجدات هطول الأمطار بشدة، وهو ما شهدته المنطقة الشرقية بالمملكة مؤخرا فضلا عن مناطق أخرى عديدة، ومما كان لافتا في ظل هذه الأجواء تلك الرعونة التي يتصرف بها بعض الشباب أثناء قيادتهم للسيارات، فالشوارع تغمرها المياه من كل الجوانب والمطر ينهال على الطريق على نحو يدعو الجميع للحذر، إلا أن هؤلاء الشباب نجدهم يزيدون من سرعتهم ظنا منهم أن هذا إثبات لقدرات خاصة في القيادة فنجدهم يتحركون يمينا ويسارا ويتخطون ما أمامهم من السيارات رغم ما يمثله هذا من خطورة كبيرة على جميع مرتادي الطريق! ونجد منهم من يتعمد في ظل هذه الظروف أن يستخدم الجوال متحدثا إلى (ربعِه) وأصدقائه حول أجواء المطر وكيف أنه يتحدى الطريق ويسير مسرعا وهو التصرف الذي يضاعف من خطورة الموقف، وكم شاهدنا من كوارث بسبب تلك التصرفات غير المسؤولة وغير الواعية. إننا إذ نرصد مثل هذه الحالات السلبية على الطريق فيجب علينا أن ننوه أن إصلاح هذا الأمر هو مسؤولية الجميع، ابتداء من الأهل الذين يجب عليهم تكثيف التوعية للأبناء حول خطورة هذه التصرفات وأهمية الحكمة والتعقل من أجل الحفاظ على الجميع، وانتهاء بالجهات المسؤولة بأن تزيد من الجزاءات المفروضة وتخصص لوائح لمثل هذه الحالات الخطرة، على أن تتضمن هذه اللوائح عقوبات رادعة حفاظا على شبابنا ومقدرات وطننا الغالي. نسأل الله أن يحفظ الجميع.
