كيف يمكن رقمنة الذهب؟
تعتمد فكرة رقمنة الذهب على استخدام تقنية البلوكتشين لإنشاء رموز رقمية تمثل وحدات محددة من المعدن الأصفر. يتم دعم هذه الرموز بأصول حقيقية من الذهب مخزنة في خزائن مؤمنة، ما يتيح تداولها رقميًا عبر منصات التداول العالمية بسهولة وسرعة، دون الحاجة إلى نقل الذهب فعليًا.أبرز الأمثلة على ذلك هي العملات المشفرة المدعومة بالذهب مثل "Tether Gold" و"Paxos Gold"، التي تسمح للمستثمرين بشراء رموز مرتبطة بسعر الذهب في الوقت الفعلي. هذه الأدوات توفر مرونة في التداول وتقلل تكاليف التخزين التقليدية.
مزايا الذهب الرقمي
من أهم مزايا رقمنة الذهب -حسبما يطلق عليها الخبراء- سهولة التداول، إذ يمكن تداول الذهب الرقمي على مدار الساعة عبر الإنترنت، ما يمنح المستثمرين وصولًا فوريًا إلى السوق.ويضاف ذلك إلى خفض التكاليف، عبر التخلص من تكاليف التخزين والنقل المرتفعة المرتبطة بالذهب التقليدي.
اقرأ أيضاً: الذهب في أسبوع.. المعدن النفيس يواصل الارتفاع رغم الحذر بالأسواق
مع سهولة التوثيق، حيث تتيح تقنية البلوكتشين تضمن توثيق كل معاملة بشكل دائم وشفاف، مما يعزز الثقة.
مخاوف وتحديات أمام رقمنة الذهب
لكن مع ذلك هناك بعض التحديات أمام رقمنة الذهب، قد تجعل المستثمرين يخشون من هذه الخطوة، ومنها غياب الأطر القانونية المنظمة لهذه الأصول الرقمية في العديد من الدول.كما أنه ورغم أمان تقنية البلوكتشين الذي يروج لها المعدنون للعملات المشفرة عادة، فلا تزال الهجمات السيبرانية تمثل خطرًا على منصات التداول.
وفوق كل ذلك فبعض المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بالذهب في شكله الملموس كونه أكثر أمانًا من مجرد الحصول عليه في شكل رقمي.
هل تهدد الرقمنة مكانة الذهب التقليدي؟
يعتقد خبراء أن رقمنة الذهب لن تلغي مكانته كأصل مادي، بل ستكملها. فالطلب على الذهب بشكله التقليدي يظل قويًا، خاصةً في الصناعات والمجوهرات. إلا أن التحول الرقمي يفتح الباب أمام فئة جديدة من المستثمرين الذين يفضلون التكنولوجيا والمرونة.مستقبل الذهب الرقمي
مع زيادة تبني التكنولوجيا في الأسواق المالية، يبدو أن رقمنة الذهب أصبحت أمرًا محتومًا. لكن نجاح هذه الخطوة يعتمد على قدرة الحكومات والشركات على توفير بيئة آمنة ومنظمة لهذه الأصول.في النهاية، وسواء كنت مستثمرًا تقليديًا أو من عشاق التكنولوجيا، يبدو أن الذهب سيظل "ملك المعادن"، سواء في خزائن البنوك أو على شبكات البلوكتشين.