شدد ثلاثة من شباب الأعمال بالمنطقة الشرقية المستثمرين في قطاع المطاعم والوجبات على أهمية التفرغ للعمل التجاري، وتقديم الجديد في المنتج، والحرص على الجودة، واختيار المكان الملائم واصفينها بأنها أبرز عوامل النجاح في هذا الشأن.
واتفق كل من حمد القاضي وحمد الصويغ وعبدالعزيز البراك الذين كانوا ضيوف برنامج (تجربتي) احد برامج مجلس شباب الأعمال بغرفة الشرقية والذي أقيم مساء أمس الأول (الأربعاء 22/ابريل /2015) بحضور عدد لافت من الشباب المبادرين يتقدمهم عضو مجلس إدارة الغرفة نايف القحطاني ورئيس مجلس شباب الاعمال مساعد الزامل وادار الحوار عضو مجلس شباب الأعمال عبدالعزيز الزيد، اتفقوا على أن عقبات التأسيس تتمثل في الغالب في مسألة التمويل، ولكن الإرادة والعزيمة والإصرار تجعل من أي مشروع مهما يكن متواضعا يسير في طريق النجاح، خاصة وأن السوق المحلية كبيرة وتستوعب المزيد من المشاريع.
وقال المهندس أحمد القاضي مالك ومؤسس مطاعم (كازا باستا) وهو خريج جامعة الملك فهد للبترول المعادن عام 2005 والتحق بالعمل في شركة أرامكو السعودية حتى العام 2011، أنه كان من عشاق وجبة الباستا، وكان يعجبه منذ صغره أن يحصل على الوجبة ساخنة، ويتم إعدادها بصورة سريعة (وقت الطلب)، ولم تكن هذه الوجبة وبهذه الصيغة موجودة في المملكة، وإنما في بعض الدول المجاورة، فحاول مع بعض زملائه نقل الفكرة، وتواصلوا مع احدى الشركات المتخصصة في هذا المجال، وحاول الحصول على الاسم التجاري، فلم يتمكن، فتحوّلت المسألة لديه إلى حالة من التحدّي، حتى قام بتنفيذ الفكرة.
ومضى يقول في عرض تفاصيل القصة انه افتتح أول فرع له في أحد المجمعات التجارية بالمنطقة الشرقية، وكان رأس المال الذي ابتدأ به العمل 300 الف ريال، تم توفيرها من أكثر من مصدر، ولم تكن كافية، لكنه قام بعملية اختصار لبعض المصاريف والتكاليف وتنازل عن بعض المتطلبات الشكلية، وتم الافتتاح وكان الإقبال مفاجئا بل غير متوقع، وواصل المشوار بافتتاح فرع في مجمع آخر بالخبر ثم فرعاً ثالثاً في الأحساء وآخر في الرياض، حتى بلغ عدد فروع (كازا باستا) في عموم المملكة 42 فرعا.. موضحا أنه مع بداية العام 2016 سوف يتم افتتاح 12 فرعا كل عام، وفي العام 2018 سوف يخطو خطوات افتتاح فروع خارج المملكة.
وعلى ضوء ذلك، يقول القاضي: تلك هي قصة مطاعم كازا باستا التي ابتدأت بثلاثة موظفين، فصارت تستوعب حاليا 530 موظفا، ما استدعاه لوضع نظام للهيكل الوظيفي في المؤسسة، ومن فرع واحد إلى أكثر 40 فرعا، ومن عمل فردي بحت إلى عمل مؤسسي يسير بموجب إدارات، لكل إدارة مسؤولية معينة، واستقطب لذلك عددا من الخبرات المحلية و الخارجية لمساعدته لتحقيق الأهداف.
وعن أبرز مقوّمات النجاح قال القاضي إنها: تتمثل في كون الفكرة جديدة، وطموحة، اعتمدت في تنفيذها على علاقات متينة مع المجمعات التجارية والمورّدين قوامها الثقة المتبادلة، وتمت عملية التنفيذ وفق آلية تحترم العمل الجماعي، والاعتماد على التمويل الذاتي، تلك هي التي صنعت هذا الإنجاز.
اما حمد الصويغ مؤسس مطاعم (زاوية البرجر) فقد أوضح بأنه ومنذ صغره كان مولعا بالتجارة، وكان يبيع الملابس على زملائه، واشتغل في فترة معينة من حياته في مجال بيع المواد الغذائية، كما افتتح محلا لبيع الهواتف الجوّالة، وكان هذا المحل هو نقطة الانطلاق لكنه تراجع بعد انفتاح السوق وتعدد الماركات..
واضاف أنه تخرّج من الثانوية والتحق بشركة ارامكو السعودية من خلال برنامج التأهيل، وعمل في الشركة كنظيره أحمد القاضي لمدة 6 سنوات، اكتسب خلالها العديد من الخبرات الفنية والإدارية،. مضيفا أن الفكرة بدأت بالتشاور بينه وبين عدد من زملائه فصمموا على إنشاء مطعم يقدم الــ "البرجر" وواجهتهم صعوبة التمويل، فاستطاعوا بعد جهد مشترك توفير 400 ألف ريال، ثم بدأوا في افتتاح المشروع، بالتدرج بسبب عدم وجود دراسة جدوى حقيقية، فكانت مرحلة تجربة صعبة، ولكن مع الإصرار والعزيمة تم اطلاق المشروع، وأصبح مالكاً عدد 6 فروع في المنطقة الشرقية.
وأبان أن من أهم مقوّمات النجاح في هذا الشأن هو عدم التردد، فالمخاطر موجودة، واحتمال الفشل وارد، لكن ايضا احتمال النجاح وتحقيق الأهداف قائم، ويمكن الوصول لها بشيء من العزيمة والإصرار.. مؤكدا على ضرورة عدم الاستماع للأفكار السلبية المحبطة، والتي قد توقف المسيرة وتعطل الأداء.
و عرض الصويغ خطوات تأسيس مشروعه من خلال فيلم وثائقي مختصر، يوضح اللمسات الأولى للمشروع، والبناء والتوسع.. إذ أكد أن اهم عوامل نجاح أي مشروع من هذا القبيل هو اختيار المكان، فقد ابتدأ في موقع قريب من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كونه موجها لهذه الشريحة، لكنه وبعد أن تم تعزيز الاسم التجاري، انتقل الى المجمعات التجارية ليستهدف شريحة أخرى وهي شريحة النساء والعوائل.. لافتا إلى أن البحث عن الجودة ينبغي أن يكون سابقا لقرار البحث عن التوسع.
اما عبدالعزيز البرّاك مالك ومؤسس محلات ( يمي يو غرت) فأوضح أنه بدا مشروعه قبل خمس سنوات، إذ كان يعمل مع والده رجل أعمال، وخلال زيارته لأحد اصدقائه في لوس انجليس (بالولايات المتحدة الأمريكية)، تم تداول الفكرة، والاطلاع على بعض التجارب المماثلة هناك، فأصدر قرارا بافتتاح المشروع فكان أول فرع في الخبر، فكانت تجربة جديدة في تقديم الزبادي المثلج، ولكن الآن باتت فكرة قائمة و هناك خيارات عديدة لتطويرها.
واضاف أن ثمة صعوبات واجهته خلال مرحلة التأسيس، أهمها عدم الخبرة، وعدم توافر المعلومات الكافية، فضلا عن الدعم المادي، فعالج الوضع بالبحث والاطلاع، وكذلك التواصل مع بعض اصحاب المؤسسات المشابهة، وقام بالافتتاح بالتعاون مع بعض أقربائه.. واما الصعوبات المادية فقد حصل على دعم من والده، مع ما تم توفيره من قبله مع اقاربه المشاركين له في المشروع،
وعن اسباب النجاح ذكر أن النجاح يتمثل في كون المشروع علامة تجارية محلية، باتت محط ثقة المستهلك، وتم التوسع والانتشار، فلدينا حتى الآن 10 فروع، وكان الانتشار سريعا، يضاف إلى ذلك تقديم المنتج بأسعار مناسبة، وقد تمت عملية التسويق عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي الذي ساهمت في رفع مبيعاتنا بمعدل 50% سنويا.
وأشار إلى أن أي سلعة حتى تبقى في السوق، وتستمر العلاقة مع المستهلك لا بد من التحديث المستمر، من خلال طرح نكهات جديدة، ومنتجات جديدة، والاستقرار على مستوى معين من الأسعار.
وعن المستقبل قال: نحن متواجدون في المملكة، تحديدا في المنطقة الشرقية وفي الرياض، ونعمل على التوسع محليا، وإذا سنحت لنا الفرص ربما انتقلنا الى الاسواق الخارجية.
وفي الختام كرم عضو مجلس الادارة نايف القحطاني بحضور رئيس مجلس شباب الاعمال مساعد الزامل، المشاركين في البرنامج.
الضيوف خلال لقائهم في برنامج «تجربتي»