DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

ولكل دهرٍ دولةٌ ورجالُ

ولكل دهرٍ دولةٌ ورجالُ

ولكل دهرٍ دولةٌ ورجالُ
يبقى الثناءُ وتذهبُ الأموالُ ولكل دهرٍ دولةٌ ورجالُ بيتٌ من الشِّعر الراقي الذي تتداوله الألسن كحكمة فيها من الدلالات الشيء الكثير، ويُنسب للشاعر السوري الحَلَبي محمد الورَّاق. تكرَّر كثيراً في مخيلتي خلال الأيام المنصرمة في ظل الأحداث العِظام التي تتوالى على مرأى ومسمع «البعض» فقط، وإن كان عددهم لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، بينما يتلقاها «الكُل» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأشهرها حالياً «واتس اب»، فقد أصبح التطبيق الأكثر إلحاحاً على شاشات أجهزتنا الخلوية وبلا مُنازع، بعد أن أصبح معظمنا رهينة «إشارة» أو «هَزَّة» يُطلقها الجهاز ، وإن كان صامتاً بلا حياة. إلا أن المثير أحياناً ليس هو الخبر الذي أُشيع للتو، بل ردود الأفعال التي تتوالى بعده، وهو ما لمسته جلياً مؤخراً في حجم الترحيب الذي لاقاه قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأيَّده بنصره- بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، مما ينبئ عن شيء وَقَر في قلوب المواطنين قد يتجاوز الحب والاحترام والثقة، وهما لكُلِّ ذلك أهل. وقد صدق الحُطيئة حين قال: مَنْ يَفْعلُ الخَيْرَ لا يُعْدَمْ جَوَازِيهِ لا يَذْهَبُ العُرْفَ بَيْنَ اللهِ والنَّاسِ وليس ببعيد عن ذلك كل مَنْ تنحَّى عن منصبه أو أُعفي من وزير أو مسئول، فقد نطق الشعب بالصدق -غالباً- في حقِّ كل مَنْ تولَّى أمراً من أمور المسلمين دون أي مجاملةٍ أو تطبيل، لاسيما أنهم وجدوا في وسائل التواصل الاجتماعي، و «تويتر» كمثال واضح لذلك مُتنفساً لهم، وضالة كانوا ينشدونها للتعبير عن آرائهم بصدقٍ وحرية في زمن الفضاء المفتوح والرأي الحُر، فأطلقوا لكلماتهم العنان ولكنها جرأة أدبية ينبغي أن يحسب لها كل مسئول يولِّيه ولي الأمر شأناً من شؤون المسلمين ألف حِساب. وما المرء إلا حيث يجعل نفسه ففي صالح الأعمالِ نفسك فاجعلِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يقول: ((اللهم مَنْ وُلِّي مِنْ أمْرِ أمَّتِي شَيْئاً فَرَفِقَ بهم فَارْفَق بِه، وَمَنْ وُلِّي مِنْ أمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيهِم فَاشْقُقْ عَلِيه)). وفي ذلك ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله في شرح رياض الصالحين: هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على من تولى أمور المسلمين الخاصة والعامة؛ حتى الإنسان يتولى أمر بيته، وحتى مدير المدرسة يتولى أمر المدرسة، وحتى المدرس يتولى أمر الفصل، وحتى الإمام يتولى أمر المسجد. والرفق أن تسير بالناس حسب أمر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالناس، ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله؛ فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث؛ وهو الدعاء أن الله يشقق عليك والعياذ بالله. ويضيف الشيخ رحمه الله: المشقة إما بآفات في بدنه، أو في قلبه، أو في صدره، أو في أهله، أو في غير ذلك؛ لأن الحديث مطلق ((فاشقق عليه)) بأي شيء يكون، وربما لا تظهر للناس المشقة، وقد يكون في قلبه نار تلظى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم أنه إذا شق على الأمة بما لم ينزل به الله سلطاناً؛ فإنه مستحق لهذه الدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قبل الوداع: سألتني: هل يرتبط الحب بالعطاء؟ فقلت: الحب والعطاء من وجهة نظري هما وجهان لعملةٍ واحدة، فالحب وإن كان يأتي مُباغتةً -بقدر الله- فالعطاء يُثريه ويجدِّده. ولا أقصد العطاء بالمال فقط، فمنحك الوقت لمن تحب عطاء، والاهتمام به عطاء، حتى الابتسامة عطاء كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام في حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي صححه الألباني يرحمه الله «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لك صَدَقَةٌ». ولـ «ابن مُرَّة المكي»: وَلَمْ أَرَ كَالْمَعْرُوفِ أَمَّا مَذَاقُهُ فَحُلْوٌ وَأَمَّا وَجْهُـهُ فَجَمِيلُ  رئيسة قسم العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية