DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لنكفي أنفسنا شره

لنكفي أنفسنا شره

لنكفي أنفسنا شره
التعقيدات المجتمعية تاريخيا من دواعي تأصيل ثقافة الاحتفاظ بالسلاح لدى الكثيرين خاصة في غير المدن المتحضرة، ولما كانت الغارات التي تحدث بين القبائل وتليها مسألة الثأر سببا لانزعاج الكثيرين جعلت المسألة وكأنها سباق تسلح حتى أيام الحرب الباردة بين القبائل، وقد تعمقت المسألة وتأصلت حتى شملت نواحي أخرى غير الدفاع عن القبيلة أو الاعتداء على الآخر كالأفراح بأنواعها والفخر وكلها سبب مباشر لاقتناء السلاح. ولو سلمنا بكل ما تقدم وقلنا للضرورة أحكام، لكن من غير المعقول أن يمتلك مواطن رشاشا وسيغدو الرشاش يوما صغيرا لحامله فيسعى إلى ما هو أكبر وأشرس مثلRBJ ومضادات الطائرات المحمولة على الكتف وربما نرقى يوما أو نتطلع لامتلاك الدبابة كما هو حادث في جارتنا الجنوبية والنتيجة الفوضى التي نشهدها اليوم في كل شبر من هذا البلد المختل باختلال عقول أهله، فالحقيقة والجميع يعلم ويشهد أن الرشاش ليس سلاح الشجاع وكذا القاذفات الأخرى؛ لأن من يستعملها ضد إنسان مثله تعنى انه يخافه ويعلم علم اليقين أنه غير كفء ليعاركه، إذن حمل السلاح لغير أفراد الأمن نوع من الجبن لأن إظهار القوة والشجاعة عادة ما يكون بالأيدي الفارغة أي التي لا تحمل سلاحا ولهذا السبب اخترعت الرياضات التي تعبر عن الشجاعة والرجولة كالكاراتيه وهذه الكلمة تعنى جئتك بيد خالية من أي سلاح ومستعد للقتال وحتى لو كان معك سلاح فأنا مستعد. والمسألة المحيرة جدا هي حمل السلاح داخل المدن وفي الطرقات والأسواق، يعني بجد ليس من المنطقي أن تحمل سلاحا إذا تحركت داخل الخبر أو الرياض أو جدة أو أي مدينة من مدننا الآمنة واظهاره لا يعد شجاعة في زمان الوعى والفهم، بل يعد جهلا ثم السؤال المنطقى من أين يأتى السلاح غير المسموح ببيعه نظاما؟؟ وقبل ان نحاجج في كيف ومن أين يأتينا علينا أن نفكر في تداعيات امتلاكه أو حمله، فلاشك اولها الخسران المبين بقتل النفس التي حرم الله وحتى إن كان هناك حق يوجب فهناك جهات تنظره وتحدده بل وتنفذه كالشرطة والقضاء بعد التحقيق والاجراءات الرسمية التي تسبق كل حكم. وإن لم يؤد للقتل فقد يؤدي للعجز والشلل والاعاقة مهما كان نوعها، ثم الرعب أليس من مسببات الأمراض النفسية البليغة الأثر والأطفال الذين يشهدون مثل تلك الأحداث وحتى هم أنفسهم كأطفال كانوا فرائس سهلة لوجود الاسلحة في متناول ايديهم وكم سمعنا طفلا يقتل أخاه أو أخته أو حتى والديه أو يطلق عيارا أصابه خطأ عندما كان يعبث بالسلاح. ثم أليس استعمال السلاح وتعلمه يكون مرحلة التمهيدى للمنظمات الإرهابية الضالة بعد أن يتشبع الإنسان بالقسوة ويطرد الرحمة من قلبه مع أول رصاصة تغادر سلاحه. امتلاك السلاح يستهوي النفوس الضعيفة للمضي قدما للزهو بإرعاب خلق الله وتخويفهم ورويدا رويدا يبدأ ارضاء غروره بما هو أكبر كالتجارة في السلاح نفسه أو المشاركة في التهريب، والمخدرات لن تكون بعيدة عن مخططاته لأنها شبه مرتبطة بذلك، وعلى كل حال ظاهرة امتلاك السلاح تستحق التوقف عندها كثيرا وليس للحظات ثم ننساها . وحسب الدراسات فإن أسباب انتشار السلاح تختلف من مكان اقصد من بلد لآخر، فمثلا في أمريكا الشمالية بولاياتها المتعددة أو دول أمريكا الجنوبية فامتلاكه يشعر بالاطمئنان، ونضيف جنوب افريقيا لوجود عصابات الخطف والقتل والنهب في كل شارع وزاوية، أما عندنا فالحمد لله سيفان ونخلة وتفسيري الشخصي أن السيفين هما الدولة والمجتمع يحميان النخلة والتي تعبر عن كل كائن حي يود العيش بسلام وينتج ثماره الطيبة في هذه الأرض الطيبة وفي أمن وأمان. وليست لدى أي فكرة عن كيفية تصريح وترخيص لمواطن بامتلاك سلاح رشاش واذا كان ذلك صحيحا فإنني أطالب لكل جندي يمشي ويحرس في أي مكان من وطننا بطائرة اباتشى مدججة بالصواريخ ليتمكن من ردع كل من يحمل الرشاشات والمتفجرات وكأننا في عالم آخر وبلد آخر غير السعودية التي تبذل حكومتها الغالي والنفيس في مكافحة الارهاب وأمن المواطن والعمل على استقراره. نأمل أن يعاد النظر وتسلم كل الأسلحة بيد المواطن ماعدا ساكني البوادي والأحراش والجبال ويكفى البندقية للصيد أو ردع الحيوان ان أراد ان يفترس، ويمكن الاستعانة بكلاب الصيد ولا ندفن دورها على مر العصور فهي غريزيا تعرف كيف تتعامل حتى مع الأسود والضباع والحيات ولا يوقفها جبل أو نهر أو طقس هذا كله بجانب امكانياتها السمعية مع حاسة الشم ونباحها يرعب كل حيوان، إذا نعيدها للمشهد مرة أخرى ومازالت الجهات الأمنية في كل أنحاء العالم تستعين بخدماتها ولا نحتاج للرشاش ونكفي أنفسنا شروره وبس.  مهتمة بالشأن الاجتماعي