تعد محافظة حفر الباطن اشهر المحافظات بالمملكة التي تمتلك اكثر عدد من الماشية وخاصة الاغنام، بل انها تعتبر الممول الرئيسي لكافة الاسواق المحلية وحتى الخليجية، ويلعب موقع المحافظة دورا مهما في كثرة الماشية؛ نظراً لوقوعها على مفترق طرق دولية، اضافة الى قربها من منطقة الحدود الشمالية التي تعد من البيئات الرعوية، لذا كانت مقصدا مهما لمربي الماشية، ويوجد بمحافظة حفر الباطن مهنة لازمت مربي الماشية، بل انها تعد اساسية لسلامة اغنامهم، هي قصاص الغنم (الجزازة)، وهي عبارة عن قص الاغنام وتخليصها من الصوف الزائد مع انتهاء فترة الشتاء ودخول فصل الربيع.
القواصيص والجزازة
ويقول صبحي ابو احمد: نمتهن مهنة قص الاغنام منذ الصغر واصبحت ملازمة لنا، ونعمل على هيئة فريق يتكون في العادة من 10 اشخاص يتم الاتفاق مع صاحب الاغنام ومن ثم نتوجه الى الصحراء ونقوم بقص الاغنام، ونحسب قص الرأس الواحد من الاغنام من 6 الى 10 ريالات، ونأخذ معنا الجزة او كمية الصوف التي نقوم بجزها وبعد ما يتم جمع كمية كبيرة نقوم ببيعها على المصانع بحفر الباطن، وهما تقريبا مصنعان، بريال واحد ونصف، موضحا ان عملنا يبدأ من الصباح الباكر وحتى المغرب كل يوم. وعن وقت الجزاز او القصاص قال: في السابق كان اصحاب الاغنام يقصون مرة واحدة بعد انتهاء الشتاء، أما الآن فيتم مرتين.
وعن الادوات المستخدمة، أوضح احد القواصيص أنها عبارة عن أشياء بدائية، وهي المقص او ما يعرف "بالزو" والمسنة في حال اندثار المقص يتم سنها لكي تصبح حادة، وتساعد على قص الصوف بسرعة، ولأن هناك تقنية حديثة وهي الماكينة على الكهرباء، لكن لا نفضل استخدامها رغم انها سريعة؛ لأنها تضر بالأغنام وتسبب لها بعض التقرحات، ونقوم بفرز الاصواف الجيدة عن الردئية، ويتم بيع الجيد منها الى المصنع. وعن اكثر الزبائن قال: انهم يتواجدون في الصحراء، ونقطع مسافات كبيرة للوصول اليهم، وقد يستغرق القصاص عدة ايام حسب عدد الاغنام التي يقوم بقصها، وقال: بالعادة نقص في اليوم تقريبا من 20 الى 55 رأسا يوميا.
وأكد عبدالله حميضان أن الهدف الاساسي من قص الغنم هو تخليصها من الصوف الزائد؛ من اجل عدم تجميع بعض الامراض، وايضا تخليصها من الصوف الذي يعيق حركتها، وبالتالي يساعد في تغذيتها، وكذلك نقوم بإبلاغ صاحب الاغنام في حال وجود امراض في غنمه. واضاف: انه في السابق كان يعتمد مربو الاغنام على ما يعرف بالفزعة، اذ يتجمع مربو الاغنام ويقومون بمساعدة بعضهم البعض، اما الآن فإنهم يعتمدون علينا في القصاص، وعن كمية الاصواف فهي كبيرة جدا، وتتجاوز 3 اطنان كل موسم جزاز.
تصدير الأصواف
التقينا بالمواطن عذبي العنزي، اقدم صاحب مصنع لبيع الصوف، والذي قال: انني اقوم بالعمل كمصنع لأكثر من 20 عاما، واقوم بشراء الصوف من الاشخاص الذين يقومون بجز الاغنام أو قصها، فقد كنت اشتري منهم الجزة الواحدة بـ 6 ريالات في السابق، ثم بريال ونصف، والآن اعتمدت على طريقة انني اقوم بالشراء بالطن، اذ اقوم بشراء الطن الواحد بـ1350 ريالا، واقوم بكبسها وتصديرها الى الهند وباكستان على هئية صوف مكبوس فقط. وعن مسيرته في التصدير، أكد العنزي انه في السابق كنا نصدر الى تركيا، اذا اننا نبيع الطن الواحد بـ1000 دولار، وكذلك نصدر الى بريطانيا بنفس السعر ويزيد حسب السوق؛ لأنني كنت في السابق امتلك معدات لغسيل الصوف قبل كبسه، اما الآن فإنني اصدر الى الهند وباكستان، ويبلغ سعر طن الصوف المكبوس من 550 الى 600 دولار.
واضاف العنزي: ان صوف الاغنام التي تتواجد بالحدود الشمالية بدءا من طريف وعرعر وسكاكا ورفحا وحتى حفر الباطن افضل الاصواف على مستوى الشرق الاوسط، وهذا بشهادة المستوردين للصوف من اصحاب المصانع التي نصدر لها.
وعن آلية عمل المصنع، اوضح العنزي انني اقوم بشرائه من الاشخاص الذين يقومون بقص او جز الاصواف الجوازيز (القواصيص)، سواء من حفر الباطن او حتى منطقة الحدود الشمالية، على حسب الاتفاق في السابق كنت اشتري على الجزة الواحدة، والآن اقوم بالشراء بالطن الواحد، ثم يتم فرزها وادخالها الى المكابس، والتي عادة تكون مصنوعة من الحديد الصلب، ومن ثم تربيطها وتحميلها الى الميناء وتصديرها الى الدول المستوردة.
مع العلم اننا في السابق كنا نعمل القواصيص مرة بالموسم الواحد، اما الآن مع انتشار ما يعرف بالصنف من الاغنام نقوم بالقص مرتين في الموسم الواحد.مضيفاً: اننا في المصنع كنا نقوم بغسل الصوف اولاً ثم كبسه وتربيطه وتصديره الى بريطانيا او تركيا، كما نقوم بتصديره كصوف خام الى الهند وباكستان، وبالتالي هم يقومون بغسله واعادة تقسيمه ويصدرونه الى بريطانيا والدول الاوروبية الاخرى، وقال: انني اقوم بتصدير حوالي 3000 طن سنوي، وعن ابرز العوائق التي تواجهه في عمله، قال العنزي: ان نقص عدد العمالة ادى الى عدم مقدرتي على ادخال خدمة الغسيل، اضافة الى احتياجي لكميات كبيرة من الماء بالمصنع، ويحتاج المصنع الواحد الى حوالي 25 عاملا حتى نستطيع تلبية طلبات المستوردين. واختتم العنزي: ان الاستثمار بالصوف من خلال افتتاح مصانع خاصة بالنسيج سواء بالمحافظة او حتى في المنطقة الشرقية امر ضروري على كبار المستثمرين ادراكه؛ لأن اصواف الاغنام تصدر من حفر الباطن الى مصانع خارجية ثم تعود الينا على هيئة ألبسة ومنسوجات متعددة وبأسعار غالية.
«اليوم» خلال لقاء احد القائمين بمجال الاصواف
القائمون على المهنة أكدوا احتياجهم الشديد للعمالة والدعم