أعلن اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم في بيان الجمعة إيقاف نيمار مهاجم البرازيل أربع مباريات بعد طرده في مباراة لينتهي بذلك مشواره في بطولة كوبا أمريكا، وتلقى نيمار بطاقة حمراء بعد مباراة انتهت بخسارة البرازيل أمام كولومبيا يوم الأربعاء الماضي وعقب دوره في وقوع اشتباكات بين لاعبي المنتخبين، وقال اتحاد أمريكا الجنوبية في بيان: إن إيقاف نيمار «جاء نتيجة طرده والوقائع التالية» للمباراة التي أقيمت في سانتياجو. وكان الحكم التشيلي إنريكي أوسيس قال في تقرير المباراة: إن نيمار انتظره في ممر الخروج من الملعب وسبه، وعوقب نيمار أيضًا بغرامة قدرها عشرة آلاف دولار وقال اتحاد أمريكا الجنوبية: إنه يحق للبرازيل التقدم باستئناف ضد العقوبة، ويتبقى للبرازيل مباراة واحدة في دور المجموعات أمام فنزويلا يوم الأحد ولذلك فحتى لو وصلت البرازيل إلى النهائي لن يتمكن نيمار من اللعب وفقًا للعقوبة الحالية، وكان نيمار السبب الرئيسي في وقوع الاشتباكات بين لاعبي الفريقين عقب انتهاء المباراة بفوز كولومبيا 1-صفر.
وبعد صافرة النهاية سدد نيمار الكرة بقوة في أحد لاعبي المنافس ليرد لاعبو كولومبيا بغضب شديد ويشتبك تقريبًا معظم لاعبي الفريقين وأسفر ذلك عن طرد كارلوس باكا مهاجم كولومبيا. وعوقب باكا بالإيقاف مباراتين وهو ما يعني أنه قد يشارك مع كولومبيا إذا بلغت الدور قبل النهائي للمسابقة، وسيمثل غياب نيمار ضربة كبيرة لآمال البرازيل في الفوز باللقب إذ يعد من أهم لاعبي المسابقة إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي زميله في صفوف برشلونة الإسباني بطل أوروبا. وكان نيمار قاد البرازيل للفوز في الجولة الأولى على بيرو قبل أن يتعرض لرقابة لصيقة في المباراة الثانية أمام كولومبيا. ويبدو أن كابوس كولومبيا يطارد نيمار، فقبل عام انتهت مغامرة النجم البرازيلي في مونديال 2014 على يد "لوس كافيتيروس"، ثم نجح لاعبو الاخيرة في شل تحركاته طوال الدقائق التسعين واستفزازه حتى فقد اعصابه في نهاية المباراة ليطرده الحكم، حيث يواجه الغياب عن مباراتي فريقه المقبلتين.
فبعد قيام لاعب كولومبيا خوان كاميلو تسونيغا باجتياح نيمار بركبته خلال مونديال 2014 ما ادى الى اصابته بكسر في احد فقرات ظهره وبالتالي عدم خوضه نصف النهائي الذي انتهى بخسارة كابوسية امام المانيا 1-7، ثم مباراة المركز الثالث التي آلت الى خسارة فادحة ايضا امام هولندا صفر-3، عاش نيمار امسية سوداء مزدوجة في مواجهة كولومبيا، فبالإضافة الى الخسارة، طرده الحكم في نهاية المباراة.
وكانت البرازيل الجديدة بقيادة مدربها الحالي وقائدها السابق كارلوس دونجا الفائز بكأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة، على الطريق الصحيح بعد ان حققت 11 انتصارا متتاليا منذ ان استلم مهمته خلفا للويز فيليبي سكولاري. لكن هذه الفورة انتهت ليس فقط من خلال الخسارة والامسية الكابوسية التي امضاها نيمار اولا من خلال اهداره فرصة سهلة للغاية، وعدم نجاحه في مراوغاته ولا في تمريراته المقتنة، وبدا عصبيا داخل المستطيل الاخضر، بل بطرده ايضا بعد نهاية المباراة. وقال نيمار الذي سجل 44 هدفا في 65 مباراة: "أنا مدرك أنني لم ألعب بطريقة جيدة، وأن الفريق لم يلعب بطريقة جيدة وأنا أتحمل مسؤولية ذلك". واضاف: "في بعض الاحيان علينا تقبل الخسارة. اثق تماما بزملائي". وسيغيب نيمار على الارجح عن المباراة الثالثة لفريقه ضد فنزويلا في دور المجموعات، وعن لقاء دور ربع النهائي في حال تأهل فريقه. ودافع عن نفسه فيما يتعلق بحالة الطرد "يزعجني عندما لا يقوم الحكم بدوره كما يجب، لقد تعرضت للضرب، لكن في النهاية انا الذي طردت"، ولقي نيمار المساندة من مدربه الذي قال: "ما حصل في نهاية المباراة مؤسف للغاية، لم ينجح الحكم في السيطرة على الامور".
ويتعين على دونجا ايجاد اللاعب الذي بإمكانه الحلول بدلا من نيمار الذي سجل 9 اهداف في 12 مباراة خاضها بإشراف دونجا، وأردف الاخير: "هذا الامر سيسمح بمعرفة قدرات فريقي في غياب نيمار".
وشاءت الصدف ان تحصل حادثة طرد نيمار في اليوم ذاته الذي قررت فيه محكمة اسبانية فتح تحقيق بتهم فساد بحق النجم البرازيلي نيمار ليدخل الهداف الماكر طرفا في قضية قضائية معقدة تتمحور حول قيمة عقد انتقاله من سانتوس البرازيلي.
وكان مصدر قضائي قال لوكالة فرانس برس: إن المحكمة الوطنية أقرت دعوى رفعها صندوق الاستثمارات البرازيلي، الذي يدعي حصة بأرباح انتقاله، والزاعم حصول "فساد" و"احتيال" من قبل اللاعب، والده، ناديه الحالي، وناديه السابق سانتوس البرازيلي في قضية انتقاله عام 2013 الى برشلونة.