اذا اخطأت أو شككت في بعض أركان صلاتك أو الوضوء أو الصيام فيقال لك ابن على يقين، هذا فيما بينك وبين ربك ولكن إن كان الأمر بينك وبين خلقه فلك ان تشك ألف مرة وتخون وتفترض سوء النوايا، وما ادري لماذا شاع هذا التشكيك في بعضنا البعض وفي الغالب انه بدأ من بعض النماذج البشرية السيئة التي كان من المفروض أن تكون حالات شاذة نستثنيها ونسقطها من حسابنا. ولكن ما حصل هو عكس ذلك تماما فقد أصبح التشكيك في الآخر هو الأصل والثقة هي الشاذة المستثناة حتى في التعاملات الرسمية مهما كان شكلها ومستواها، كل هذا فكرت به وأنا اقرأ عن رسالة الدكتوراة التي قدمها طالب سعودي لاحدى الجامعات البريطانية وتمت المناقشة خلال 45 دقيقة فقط، اسلوب عملي وعلمي مبني على الثقة بالاضافة إلى أن تلك الرسالة كان لها مشرف متابع ثم جاء دور المناقشين فاطلعوا عليها واعدوا عنها تقرير صلاحية قبل المناقشة ولهذا يكتفى بالوقوف عند أهم النقاط فقط.
لماذا شاع هذا التشكيك في بعضنا البعض وفي الغالب انه بدأ من بعض النماذج البشرية السيئة التي كان من المفروض أن تكون حالات شاذة نستثنيها ونسقطها من حسابنا ولكن ما حصل هو عكس ذلك تماما فالحد الأدنى للمناقشة لدينا هو ثلاث ساعات موزعة بالتساوي على لجنة المناقشة والماهر والشديد والدقيق والخطير والذي سيأتي بالذيب يجره من ذيله هو الذي يمد المناقشة من التاسعة صباحا وحتى أذان المغرب.. نعم لا تعجبوا فقد حدث هذا مرات ومرات في جامعتنا وهذا بلاشك اشارة إلى خلل كبير فهذا النوع من المناقشين هو الذي بحاجة إلى مناقشة ومساءلة فهو بدلا من هذا اللت والعجن وقت المناقشة على ما يستحق من افكار ومنهج وما لا يستحق من فاصلة ونقطة كان عليه أن يشير إلى كل هذا في تقريره الاول ويطلب التعديل ثم يناقش الجوهريات، ولكن التشكيك لا يبرز هنا فقط فقد يسبقه القسم الذي يرى انه أحق وأكثر حيادية وعلما ببواطن الامور من الطالب ومشرفه فيختارون المناقش ويتعنت بعضهم فيبحثون عن ذاك الذي يجرجر الذيب واحيانا تختلط على بعضهم أمور التخصص الدقيق للمناقش فيظهرون الجانب الصدئ من العقول حيث ينهشها الصدأ والشك هذا ونحن مسلمون يفترض بأنهم مؤمنون ايضا رباهم الدين الاسلامي على الثقة وتغليب اليقين!! اما هناك في بعض الجامعات الامريكية والبريطانية فالطالب.. نعم الطالب وليس المشرف هو من يبحث عن مناقشين ويأخذ موافقتهم ويبلغ ادارته بذلك !!
* عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام