DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من اعمال الفنان عبد الوهاب عبد المحسن

العيد في عيون الشعراء العرب القدماء والمعاصرين

من اعمال الفنان عبد الوهاب عبد المحسن
من اعمال الفنان عبد الوهاب عبد المحسن
أخبار متعلقة
 
تشكل المناسبات الإسلامية مادة خصبة للشعراء منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، وتفاوت إحساسهم به قوة وضعفا، عبادة وعادة، وأخذ هذا الاهتمام مظاهر عديدة، ومن هذه المناسبات، -إن لم يكن من أهمها- مواسم رمضان والحج والعيدين؛ فهي تتكرر كل عام مع اختلاف الظروف والأحداث التي قد تمر بالشاعر خاصة أو تمر بالأمة الإسلامية عامة، وقد تفاعل الشعراء مع الأعياد تفاعلا قويًا ظهر في أغراض شعرية منوعة ومنها العيد الذي يجيء محملا بالفرح والبهجة، وبأمل أن يعم الأمن والسلام على العباد، وتهدأ أحوال الناس، العيد فرحة وألفة ومحبة، هكذا نحب أن يكون، لكن للشعراء نظرة مختلفة فكل يراه كما يحب، وكما هو في داخله. ومن يرصد ويتتبع وسائل الاتصال الاجتماعي من(فيس بوك) و(تويتر) وغيرهما يلمس مدى التفاعل والتواصل بالكلمات والصور في تلك المناسبة العظيمة والتي تعني للمسلمين الكثير. كما يلاحظ المتتبع لموضوع العيد في الأدب العربي أن المدائح بمناسبة العيد قد شغلت حيزاً كبيراً من أشعار العيد، وأن بعضها يعتبر من غرر الشعر العربي. ومن هذه القصائد رائية البحتري التي يهنئ بها الخليفة العباسي (المتوكل) بصومه وعيده ويصف فيها خروجه للصلاة: بالبر صمت وأنت أفضل صائم وبسنة الله الرضية تفطر فانعم بعيد الفطر عيداً إنه يوم أغر من الزمان مشهر وقال المتنبي مهنئًا سيف الدولة عند انسلاخ شهر رمضان: الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ وفي قصيدة أخرى مطلعها: لكلِّ امرىء من دهره ما تعوّدا وعادة سيفِ الدولةِ الطَّعْنُ في العِدا ويهنئ سيف الدولة بالعيد فيقول: هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده وعيد لكل من ضحى وعيدا لازالت الأعياد لبسك بعده تسلم مخروقاً وتعطى مجددا ويقول ابن الرومي: ولما انقضى شهـر الصيـام بفضله تجلَّى هـلالُ العيـدِ من جانبِ الغربِ كحاجـبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه يشيرُ لنا بالرمـز للأكْـلِ والشُّـرْبِ وقول ابن المعتز: أهـلاً بفِطْـرٍ قـد أضاء هـلالُـه فـالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّـرِ وانظـرْ إليـه كزورقٍ من فِضَّــةٍ قـد أثقلتْـهُ حمـولـةٌ من عَنْبَـرِ ويبث الشاعر العراقي السيد مصطفى جمال الدين شكوى أيام صباه الأولى في قصيدة رائعة قال فيها: العيدُ أقبلَ تُسْعِـدُ الأطفـالَ ما حملتْ يـداه لُعَباً وأثوابـاً وأنغامـاً تَضِـجُّ بهــا الشِّفاه وفتاكَ يبحثُ بينَ أسرابِ الطفولةِ عن (نِداه) فيعـودُ في أهدابه دَمْعٌ ، وفي شفتيـه (آه) ويقول في قصيدة أخرى: هـذا هـو العيـدُ ، أيـنَ الأهـلُ والفـرحُ ضاقـتْ بهِ النَّفْسُ ، أم أوْدَتْ به القُرَحُ؟! وأيـنَ أحبابُنـا ضـاعـتْ مـلامحُـهـم مَـنْ في البلاد بقي منهم ، ومن نزحوا؟!. ومما يثيرُ الشجنَ يوم العيد أن يرى الشاعرُ أعداء الأمة يَعيثون في الأرض فسادًا، ويُكثرون من بغيهم وإجرامهم.. وذلك كما حلّ في فلسطين الثكلى، ومن ثَمّ في العراق الجريح.. وقد قيل في هذا الأمر الكثير من القصائد. وأما بالنسبة لِمُفضليّة الشاعر تأبّط شرًا، والتي خاطب فيها العيد، فقد ذكر أبوالفرج أن العيد فيها هو ما اعتادَ الإنسانَ من همٍّ أو شوقٍ أو مرضٍ أو ذِكْرِ. وفي بداية القصيدة خطابٌ موجَّهٌ للعيد من تأبط شرًا (وهو لم يقصد عيدَ أضحى أو فطرٍ لأنه شاعرٌ جاهليٌّ!!) يقول فيه: يا عِيدُ مالَكَ من شَـوْقٍ وإِيـراقِ ومَـرِّ طَيـْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ يَسْرِي علَى الأَيْنِ والحيَّاتِ مُحْتَفِيًا نـفسي فِـداؤُكَ مِن سارٍ علَى ساقِ ومن الطريف أن سكين الأضاحي لم ينسها الشعراء ففازت على الأقل بالبيتين التاليين قالهما على لسانها لسان الدين بن الخطيب. لي الفضل إن شاهدتني واختبرتني على كل مصقول الغرارين مرهف كفاني فخراً أن تراني قائماً بسنة إبراهيم في كف يوسف ويوسف المذكور هنا يوسف بن تاشفين الحاكم والمجاهد المشهور . هذا وتفيض ابداعات الشعراء المعاصرين بالعديد من القصائد عن العيد كل يحمل الابيات ما يموج بداخله من مشاعر تجاه هذا اليوم الكريم فالشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان تتفاعل مع اللاجئات الفلسطينيات بين الخيام لتصور مأساتهن وما يعانينه من آلام التشرد واللجوء في يوم العيد فتقول: أختاه، هذا العيد رفَّ سناه في روح الوجود وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيد وأراك ما بين الخيام قبعتِ تمثالاً شقيًّا متهالكاً، يطوي وراء جموده ألماً عتيًّا يرنو إلى اللاشيء.. منسرحاً مع الأفق البعيد أختاه، مالك إن نظرت إلى جموع العابرين ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفين من كل راقصة الخطى كادت بنشوتها تطيرُ العيد يضحك في محيّاها ويلتمع السرورُ أطرقتِ واجمة كأنك صورة الألم الدفين؟ وهناك العديد من القصائد التي تري العيد من منظورها يضيق بها المكان هنا.