أكدت الحادثة الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن بمسجد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير وغيرها من الأعمال الإجرامية التي تستهدف بيوت الله أن اللحمة الوطنية وتلبية نداء الوطن وفداء الوطن بالأرواح صفة حميدة يفاخر بها كافة ابناء الوطن لنصرة الحق والذود عن تراب بلاد الحرمين الشريفين، في ظل قيادة حكيمة تطبق كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المطهرة.
وتوافد الآلاف من المواطنين والمقيمين يتقدمهم امير المنطقة ومديرو الإدارات الحكومية والقيادات الامنية لتشييع الشهداء إلى مثواهم الأخير بمقبرة الشرف بمدينة أبها ل تأكيد أن الشعب ورجال الأمن يد واحدة في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن وأمان الوطن ومكتسباته وان الشعب بكافة شرائحه يمثل جسدا واحدا ضد الغدر والعدوان الذي سيندحر يوما ما. "اليوم" رصدت انطباعات الأهالي ونقلتها صورة بالقلم:
عيد والزواج
قال والد الشهيد العريف عيد ماطر مبارك الشهراني إن ابنه كان مقررا لزواجه في الشهر القادم، ولكن كانت يد الغدر والعدوان اسرع من اكمال نصف دينه، وانا فخور باستشهاد ابني اثناء خدمة وطنه، مشيراً الى ان ابنه التحق بقوات الطوارئ بمنطقة عسير في ابها منذ 6 سنوات وكان مثالاً للالتزام وطاعة الاوامر من قادته العسكريين ومشهوداً له بالصلاح ولله الحمد.
وأكد "الشهراني" أن أبناءه استشهد منهم اثنان، الاول عبدالله قبل 6 سنوات والثاني عيد في تفجير مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير، وبقي لدي 5 من الابناء اقدمهم جميعاً وانا في مقدمتهم فداء للدين والوطن وطاعة لولي الامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وولي عهده الامير محمد بن نايف وزير الداخلية، ولولي ولي عهده الامير محمد بن سلمان وزير الدفاع، مشيداً بوقوف المواطنين والمقيمين بجوارهم وفي مقدمتهم القيادة الحكيمة التي عزتهم في ابنهم الشهيد.
وقال احد اقارب الشهيد العريف عبدالعزيز عبدالله يحيى مشراف إن روح الشهيد فداء للوطن، وأنه وأبناءه في خدمة الدين والوطن، مشيرا إلى أن ما تعرض له رجال الامن وسام شرف وفخر؛ كونهم يحمون ارض الحرمين الشريفين، وهذا ديدن كافة رجال الامن في كافة مناطق ومحافظات المملكة.
فداء الوطن
وعبر قريب الشهيد الجندي فلاج جابر سعد القحطاني عن حزنه الشديد ليس لفقدانه قريبه فقط، بل لشناعة الجريمة التي استهدفت بيتا من بيوت الله واثناء اداء صلاة الظهر وراح ضحيتها مسلمون حرم الله دمهم بدون وجه حق، مؤكداً ان كافة ابناء الوطن مستعدون لتقديم انفسهم فداء لتراب الوطن.
واستنكر عدد من المشايخ والتربويين في منطقة عسير العمل الاجرامي الذي استهدف المصلين في بيت من بيوت الله، وقال شيخ شمل قبائل بني مالك عسير الشيخ احمد بن معدي: إن الاعتداء الارهابي على بيت من بيوت الله يشكل خللا في عقيدة ونفسية المعتدين، الذين يفتقدون للإنسانية باستهدافهم للمصلين، منوهاً ان الشباب اصبح واعيا وعلى علم بما يحاك ضده بجعله اداة لتنفيذ اعمال ارهابية، الا ان البعض من المغرر بهم ما زالوا بحاجة إلى معرفة حقيقية بالدين الذي يحرم كل ما من شأنه القتل والتدمير وخصوصاً بيوت الله.
غدر الإرهاب
وقال المشرف التربوي محمد الشهري: "أي غش وأي غدر أعظم وأكبر من أن تغدر بمسلم معصوم الدم، وتقتله في بيت من بيوت الله، ونعوذ بالله أن تكون هذه سنة محمد صلى الله عليه وسلم، كيف زين الشيطان لهم صنعيهم، وكيف سولت لهم أنفسهم هذا الفعل الشنيع، وإن من خزيهم أن أعمى الله قلوبهم وأبصارهم، فجعلوا المساجد التي هي بيوت الله أهدافا لغدرهم، ففضحوا نياتهم وسوء أعمالهم بهذا التصرف أمام الناس، وعرف الناس قبح فعالهم وخبث مقاصدهم".
وأضاف "الشهري": يجب علينا أن لا نسلم عقولنا لغير دين محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن أتباعه الذين أمرنا أن نظهر سنته، وننكر على من خالف فعله، فالغش والغدر والخيانة والقتل أمور محرمة، ولا تمثل سنة محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: (من غشنا فليس منا).
قتل للنفس
من جهته أكد المدرب والمستشار الإعلامي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أحمد سعيد أبوحسان احد ابناء منطقة عسير أن الاعتداء الأليم الذي حدث في بيت من بيوت الله مستهدفاً كوكبة من جنود الحرمين الشريفين يعد قتلا للنفس المؤمنة وفي أقرب ما يكون فيه الإنسان مع ربه، مشيرا إلى أن هذا المصاب الذي حرك الافئدة وان كان مؤلما إلا أنه لن يزيدنا إلا قوة وتماسكا، وسيجعل منا كمواطنين أكثر تكاتفا مع قيادتنا الرشيدة.
وطالب "ابوحسان" بتوحيد جهودنا كمواطنين على مستوى مملكتنا بالحذر ومواجهة مخططات الجماعات الإرهابية والمتطرفة والعمل على التصدي لها والابلاغ عما يلاحظه المواطن، بالذات وأنها تتحرك بأسلوب وشكل ممنهج بكل أسف لزعزعة أمن الوطن.
وأضاف: إن العملية الإرهابية التي وقعت في “عسير” ومناطق اخرى غالية من وطننا تؤكد من جديد على أننا أمام اعتداءات سافرة تتطلب أهمية التكاتف والتنسيق المكثف بين قطاعات الوطن؛ من أجل تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المملكة. ورفع "أبوحسان" صادق تعازيه لحكومة خادم الحرمين الشريفين وللشعب السعودي الكريم وأسر الشهداء، راجيا من المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته تعالى وأن يسكنهم فسيح جناته.
سد منيع
وقال مدير عام تعليم محافظة سراة عبيدة الدكتور ملفي العتيبي: يجب علينا جميعا أن نكون سدا منيعا أمام المغرضين، الذين يهدفون إلى إثارة الفتنة، فالمستهدف هو الوطن ومن فيه، وعلى الشباب الابتعاد عن الهدم، والتوجه إلى البناء، والتكاتف مع قيادته، ويكون ضمن اللحمة الوطنية، وأن يراعي الله فيما يفكر فيه أو ينفذه؛ لأن عقاب الله شديد لمن يزهق أرواحا بريئة مسالمة، ونحن نحتاج في هذا الوقت إلى توعية الجميع من مخاطر وأفكار هذه التنظيمات الإرهابية، ويجب علينا أن نتعلم معنى التعايش، وننشره بين جميع الفئات الشبابية، وكذلك تجريم التصنيف المقيت البعيد عن منهج الإسلام وسماحته. ورفع العتيبي باسمه ونيابة عن كافة منسوبي ومنسوبات التعليم في محافظة سراة عبيدة أصدق التعازي والمواساة إلی مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإلی أسر الشهداء في حادثة التفجير المشين بمسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير.
جسد الوطن
وقال سعيد محمد سعيد محمد آل دعكن مدير مجمع عمرو بن الجموح التعليمي بالخنقة رئيس جمعية البر الخيرية بالخنقة بمنطقة عسير -وهو ابن عم الشهيد جمعان محمد بن آل غائب القحطاني الذي استشهد في الحد الجنوبي مؤخراً-: "انه لمن المؤسف والمؤلم لمن يقوم على قتل رجال الأمن والمواطنين من أبناء هذا الوطن الذين أصبحوا أداة وخنجرا في جسد هذا الوطن واصبحوا يقومون بتخريب وزرع الفتنة، ويجب على الجميع التكاتف والتعاون مع حكومتنا الرشيدة ورجال الامن؛ للوقوف صفاً واحداً ضد كل المعتدين والارهابيين، وأتقدم الى القيادة والشعب واسر الشهداء بأحر التعازي والمواساة".
المجتمع بكل فئاته خرج لتشييع الشهداء