رائعة هي الأمسية الشعرية التي اتحفنا بها صيف الاحساء للشاعرين سامي الجمعان وعبد الله الملحم , ويكفي ذلك الحشد الجماهيري الكبير والعريض الذي أكد نجاح فعاليات صيف هذا العام في محافظة الاحساء , واكد أن الناس تتابع الحدث الأدبي والفني إذا توفرت له سبل النجاح.
لقد حضرت الأمسية على خلفية شهرة الشاعر سامي الجمعان , وحب الجمهور له , وجئت متشوقا في الوقت نفسه لرؤية الشاعر الجديد عبد الله الملحم , برغم ثقتي المسبقة بأنه جريء أن يطرح نفسه مع اسم لامع ورائع ومعروف كسامي الجمعان صاحب التجربة الشعرية المعروفة.
حقا لقد خرجنا مستمتعين بخبرة الجمعان وبموهبة الملحم وخرجنا ونحن في شوق أكبر لسماع المزيد, خاصة بعد قصيدة الجمعان الرائعة عن الوطن العربي التي فصل فيها الوضع العربي باسلوب رائع ومبهر , وقصيدته التي تحدث فيها عن تماسك الشعب السعودي وقيادته في وجه موجة الارهاب , خاصة عندما تحسر على هؤلاء الارهابيين الذين ولدوا على ارض هذا البلد المعطاء, وما زال يرن في اذني البيت الرائع الذي قال الجمعان فيه:
خسارة ناس قدمتي لهم طعم الهنا والزاد
رضعتيهم حملتيهم وهم يا بلادي ناسينك
هذه هي روعة الجمعان , وكذلك جاءت موهبة الملحم الجيدة في قصائده العديدة والمتنوعة , وأن كنت ابارك فيه اصراره على الجلوس بجانب الشاعر الجمعان , وهذا دليل قاطع على صدق موهبته.
اما الختام في الأمسية فقد جاء مختلفا ومتميزا حين القى الشاعران قصيدة وطنية على شكل دويتو شعري , وهي سابقة جديدة لم نشاهدها في امسيات سابقة والدليل التصفيق الحار الذي قابل الجمهور به هذه القصيدة المشتركة. شكرا لكل القائمين على هذه الأمسية وشكرا .. للشاعرين المبدعين .. وشكرا لصيف الشرقية الذي امتعنا بهذا الحدث السعيد.
محمد الجابري
