أثارت تقارير عن وجود عسكري روسي في سوريا مخاوف لدى المعارضة السورية من تحول بلادهم إلى "أفغانستان ثانية"، وجاءت هذه التقارير والصور، في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن إدخال جنود روس إلى معسكرات النظام، وإسكانهم بمنازل في ريف دمشق، ومنطقة الساحل، وقالت صحيفة كومرسانت الروسية امس الخميس: إن روسيا تمد الجيش السوري بعتاد يشمل أسلحة صغيرة وقاذفات قنابل وناقلات جنود مدرعة. وتقول روسيا: إن مساعدتها العسكرية لدمشق تهدف إلى مساندتها في محاربة الإرهاب، لكن الغرب يشتبه بأن موسكو تعزز وجودها العسكري على الأرض في سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وهو حليف قديم لها. وقال معارض سوري: إن "أي تدخل عسكري روسي مباشر في سوريا سيحولها إلى قوة احتلال أجنبية أتت لتدعم نظام يقتل شعبه. من جهته، قال وزير الدفاع الأسترالي: ان قصف داعش قد يستمر 3 أعوام. وفيما اطلقت الفصائل المنضوية في "جيش النصر" بريف حماة الشمالي، "معركة الوفاء لدم الشهيد جميل رعدون ونصرة للزبداني"، قتل العشرات من جنود النظام السوري في معارك مطار دير الزور العسكري، حيث تمكن تنظيم داعش من تحقيق تقدم في محيط المطار.
استغراب الموقف الروسي
وفي التفاصيل، قال ميشيل كيلو، رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين المعارض: "نستغرب من أن روسيا لم تتعلم من درس أفغانستان الذي كان أيضاً اعتداء على شعب، وخرجوا منه مهزومين بضربات قاضية، ومن الممكن أن يتكرر ذلك في سوريا، وذلك لردع عملية تشبيحية تمارسها دولة عظمى ضد شعب مظلوم كل ذنبه أنه يطالب بالحرية".
تطور خطير
من جهته، دعا الناشط الإعلامي السوري المعارض، هادي العبد الله، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذا التطور الذي وصفه بـ"الخطير".
وقال: "المقاتلون الروس إنما هم قوة جديدة تضاف لنظام الأسد، إلى جانب عناصر حزب الله اللبناني، والميليشيات العراقية والإيرانية والأفغانية، لتقتل السوريين وتهجرهم، وتقف في وجه حلمهم في الوصول إلى حريتهم".
ورأى العبد الله، الذي يعتبر من أبرز الناشطين الذين يرافقون قوات المعارضة في معاركها ضد النظام، أن مشاركة قوات روسية في القتال على الأرض السورية "يعبر عن عجز نظام الأسد، وإيران، وميليشيا حزب الله، والميليشيات العراقية، كما يعني أن التدخل الإيراني الأخير عسكرياً أثبت فشله الذريع في مواجهة ثوار سوريا، والحد من تقدمهم، لا سيما جيش الفتح الذي تقدم مؤخراً وبشكل كبير في معارك إدلب وريف حماة شمالي البلاد".
الموقف الامريكي
وفي السياق، ترى وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا لا شك فيها، لكن نوايا موسكو تبقى غامضة في نظر الاميركيين.
وقال مسؤولون اميركيون ردا على سؤال لوكالة فرانس برس: ان سفينتي إنزال دبابات وصلتا الى مرفأ طرطوس السوري على البحر المتوسط، حيث لروسيا قاعدة دائمة.
واضافت المصادر نفسها: ان الاميركيين رصدوا شمالا في منطقة اللاذقية نحو عشر آليات لنقل الجنود ووجود عشرات الجنود الروس.
ويتمركز الجنود والآليات في مطار باسل الاسد الذي يضم مباني مسبقة الصنع يمكن ان تحوي مئات الاشخاص ومعدات للمراقبة الجوية.
وقالت المصادر نفسها: ان الروس ربما يقومون ببناء قاعدة جوية متقدمة، لكن ليست لديهم اسلحة حاليا.
لكن الادارة الاميركية قلقة من نوايا موسكو، وتخشى دخول روسيا الى المعارك الى جانب قوات حليفها الرئيس السوري بشار الاسد، مما يمكن ان يؤدي الى اضعاف محاربة تنظيم داعش.
واكد الناطق باسم البيت الابيض ايريك شولتز ان الولايات المتحدة "قلقة جدا" من الوضع. و"سننظر بتقدير الى مساهمات روسية ايجابية" في الفوضى السورية، "لكن لن يكون امرا صائبا للجميع بما في ذلك الروس تقديم دعم الى نظام الاسد".
وحاولت الولايات المتحدة تطويق التعزيزات الروسية بالطلب من اليونان عدم السماح لطائرات الشحن العسكرية الروسية بعبور اجوائها. لكن الروس وجهوا رحلاتهم في نهاية المطاف باتجاه الشرق عن طريق القوقاز وايران والعراق حليف الولايات المتحدة الذي قد يقرر رفض مرور هذه الطائرات.
معركة الوفاء
ميدانيا، أعلنت الفصائل المنضوية في "جيش النصر" بريف حماة الشمالي، معركة أطلقت عليها اسم "معركة الوفاء لدم الشهيد جميل رعدون ونصرة للزبداني".
وتهدف من المعركة إلى فتح الطريق أمام فصائل المعارضة لتحرير ريف حماة من قوات النظام وتخفيف الضغط عن الزبداني.
من جانبه، وقال "سراج أبو راس" مدير المكتب الإعلامي للواء السادس المنضوي في "جيش النصر: إن "جيش النصر أطلق هذه المعركة بعد تخطيط لمدة ثلاثة أيام واليوم استغلت سرايا الاقتحام هذا الجو الذي يحجب الرؤيا لمسافات بعيدة وبدأوا بالمعركة بهدف متابعة الهدف الذي شكل عليه جيش النصر بجهود الشهيد المقدم جميل رعدون، وهو تحرير ريف حماة بشكل كامل والوصول لمطار حماة الهدف الأهم والأصعب لكتائب الثوار".
ودمرت قوات المعارضة آليات عسكرية لقوات النظام واستولت على أسلحة متطورة منها دبابة "تي 72"، بالإضافة إلى الاستيلاء على عدد كبير من صواريخ "الكورنيت" المضادة للدروع وعربة "بي ام بي" ورشاش 14.5 وعدد من الذخائر المتنوعة.
وسيطرت قوات المعارضة على قرية معركبة بوقت قصير، حيث تمكنت من تدمير عدة آليات لقوات النظام واغتنام أسلحة ثقيلة، فضلاً عن قتل أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام وفرار آخرين إلى قرية البويضة. من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الخميس بمقتل 56 عنصراً على الأقل من القوات النظامية وأسر نحو 40 آخرين خلال سيطرة جبهة النصرة والفصائل الإسلامية المعارضة على مطار أبو الضهور العسكري، آخر معاقل قوات النظام في محافظة إدلب. وأشار عبدالله المحيسيني القيادي في جبهة النصرة ورئيس مركز دعاة الجهاد السعودي الجنسية إلى أن عددا من أسرى مطار أبو الضهور العسكري بريف إدلب من السنة.
وقال المحيسيني، في رسالة وجهها وهو يقف بالقرب من بعض أسرى القوات النظامية في المطار إلى أمهاتهم: إنهم "كانوا من السنة ولكن دخلوا مع النظام النصيري فصاروا مرتدين". وأضاف: "يا أمهات الجنود، إما أن تروا أبناءكم بهذا المنظر ومن ثم ترونهم يقتلون، وإما أن تشقوهم من هذا الجيش، إن المعركة بين هؤلاء السنة وبين هؤلاء الرافضة والنصيرية، فلماذا تزجون أبناءكم في هذه المحرقة، ولا شك من قتل سيُقتل".
داعش يتقدم
وقتل العشرات من جنود النظام السوري في معارك مطار دير الزور العسكري، حيث تمكن تنظيم داعش من تحقيق تقدم في محيط المطار وفق ما ذكرته وكالة أعماق التابعة له.
وقالت الوكالة: إن 94 من جنود النظام قتلوا في الهجوم، كما تمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة على كتيبة الصواريخ وعلى ما يُعرف بالمبنى الأبيض في المطار العسكري.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من أربعين من جنود النظام قتلوا في هجوم تنظيم داعش، مؤكدا أن التنظيم حقق تقدما في محيط المطار.
تجنيد أمريكيين
من جهتها، أعلنت السلطات القضائية في مينيسوتا امس ان تنظيم داعش كثف جهوده لتجنيد شبان في هذه الولاية الواقعة في شمال الولايات المتحدة، في حين اعترف شاب في نيويورك بذنبه في محاولة الالتحاق بالتنظيم.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) اعلن في ايار/مايو ان العديد من الشبان في ولاية مينيسوتا ممن تتراوح اعمارهم بين 19 و21 عاما اعتقلوا ووجهت اليهم تهمة محاولة الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا.
ومن بين هؤلاء هناد مصطفى موسى الذي اعترف الاربعاء في نيويورك بذنبه بتهمة الارهاب الموجهة اليه، بعدما حاول مرات عديدة السفر الى سوريا للانضمام الى التنظيم الجهادي، ولكن الإف بي آي كان في كل مرة يحبط محاولاته على الرغم من استخدامه في احداها جواز سفر مزورا.
وقال المدعي العام الفدرالي في مينيسوتا اندور لوغر في بيان: ان "الشروع في ملاحقات جنائية بحقه كان السبيل الانجع لردعه وربما انقاذ حياته".
وهناد موسى كان ينشط ضمن مجموعة شبان اميركيين من اصول صومالية في مينيابوليس، عاصمة ولاية مينيسوتا التي تعد معقلا لأكبر جالية صومالية الاصل في الولايات المتحدة.
واضاف المدعي العام ان هؤلاء الشبان "لا يزالون يشكلون هدفا لحملة تجنيد مكثفة يشنها تنظيم داعش". وكان المدعي العام أقر بأنه يواجه "مشكلة تجنيد (لمتشددين) في مينيسوتا" ولا سيما في مدينتي مينيابوليس وسانت بول، حيث تقدر السلطات عدد الشبان الذين تمكنوا من الالتحاق بالجهاديين في الخارج بحوالى 20 شابا.
قصف 3 أعوام
من جهته، قال وزير الدفاع الأسترالي كيفن أندروز امس الخميس: إن الغارات التي تنفذها بلاده على مواقع تنظيم داعش داخل سوريا يمكن أن تستمر حتى الأعوام الثلاثة القادمة.
وأعلنت أستراليا هذا الأسبوع أنها سوف تنضم إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قصفها الجوي لمواقع داعش على الحدود العراقية السورية.
وأضاف أندروز: "الحقيقة أن هذا سيستمر لعدة أعوام"، مشيرا إلى أن القصف قد يبدأ في غضون أيام.