عادت الحياة منذ فجر امس أول ايام التشريق في شارع المشاة 204 في مشعر منى والذي شهد حادثة التدافع والتي أدت إلى وفاة 717 حاجا وإصابة 863 آخرين بإصابات مختلفة، فقد قام الحجاج بالمرور من الشارع ذاته بكل طمأنينة وراحة وانسيابية وسط أجواء مفعمة بالروحانية وتكامل وتضافر اجهزة الدولة لخدمة ضيوف الرحمن، متوجهين الى جسر الجمرات لرمي جمرة العقبة مهللين مكبرين تملأ قلوبهم الفرحة والسرور.
ورصدت "اليوم" حركة ضيوف الرحمن التي اتسمت بالانسيابية العالية في التنقل في شارع 204 أحد الشوارع الفرعية في منى والذي يبلغ عرضه قرابة 15 مترا ويبعد عن الجمرات 1,5 كيلو متر ويقع وسط مخيمات حجاج الدول العربية.
وجالت "اليوم" منذ فجر صباح اول ايام التشريق في شوارع 206 - 204 – 223 ورصدت الاستنفار الامني للقوات الامنية والتواجد الكثيف للجهات المشاركة في تفويج وتنظيم وتسهيل حركة الحجيج وكذلك مراقبة الوضع عبر طيران الامن والهلال الاحمر وانتشار رجال الامن والكشافة وعدم السماح لأي حاج يعمل على عكس الاتجاه والمساهمة في بثّ روح الطمأنينة للحجاج كما قدّمت الخدمات الإنسانية لمُستخدمي الطرق.
والتقت "اليوم" مع عدد من حجاج مخيمات الدول العربية والذين أبدأوا ارتياحهم في اليوم الثاني مبينين قوة الجهود الامنية في السيطرة على الموقف بعد معاناتهم في الوصول إلى مخيماتهم في أول أيام التشريق بعد حادثة التزاحم، حيث ان البعض منهم ما زال يبحث عن ذويه من الحجاج في الدول العربية ويعملون على البحث عنهم في نظرة تبعث الالم والحيرة، وفي نفس السياق قامت وزارة الصحة بإعلان حالة الطوارئ واستنفار كافة الكوادر الطبية والورديات الليلية وجلب الكوادر التي عملت في عرفات إلى مستشفيات منى، كما قامت بتفعيل الرقم 937 لتلبية احتياجات الحجاج وذوي المصابين أو أهالي المتوفين إثر حادثة التدافع في مشعر منى لتقديم المساعدة والافادة والاستفسار عن أسماء المفقودين.