وسع الطيران الروسي عدوانه على سوريا ليشمل مناطق جديدة في ريفي حلب واللاذقية وإدلب، وأعلنت موسكو بحسب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الروسي، أمس الجمعة، أن الحملة الجوية على سوريا ستستمر من 3-4 أشهر، وتشير خريطة الأهداف التي اختارها الطيران الروسي في عملياته على الأراضي السورية، إلى سعي موسكو لتأمين خط دمشق- اللاذقية بيد النظام، من خلال استهداف المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، وأعلن البرلماني الروسي اليكسي بوشكوف أن هناك دائماً مخاطر بأن تطول لكن الحديث في موسكو يدور حول ثلاثة إلى أربعة أشهر من العمليات"، مشيراً إلى أن الوتيرة ستتصاعد "حتماً"، وقالت روسيا: إنها نشرت في الأراضي السورية أكثر من خمسين طائرة حربية، واستهدفت الغارات مسجدا في مدينة جسر الشغور بريف إدلب، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة سبعة، فضلا عن غارة مماثلة استهدفت أطراف مدينة كفرنبل، وقتل العديد من المدنيين السوريين وجرح العشرات -بينهم أطفال ونساء- في غارات شنتها طائرات روسية على مدن وبلدات في محافظات إدلب وحمص وحماة، وانتقدت الدول المشاركة في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، أمس، بشدة الأعمال الروسية العسكرية في سوريا، ودعت موسكو لوقف الضربات الجوية في سوريا، واعتبر البيت الأبيض أن موسكو لن تتمكن من هزيمة تنظيم "داعش" إذا استمرت في دعم نظام الأسد، ويتعين على روسيا دفع تكاليف ضرباتها الجوية في سوريا.
وقال تلفزيون الميادين المقرب من حزب الله اللبناني حليف الأسد، إن المقاتلات الروسية نفذت، الجمعة، غارات في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا استهدفت خلالها مقاتلي جيش الفتح.
وذكر التلفزيون أن الضربات أصابت "مراكز قيادية وتجمعات لمسلحي جيش الفتح في جسر الشغور وجبل الزاوية بريف إدلب."
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن الطائرات الروسية قصفت أيضا مواقع يسيطر عليها تجمع العزة المدعوم من الخارج في محافظة حماة المجاورة.
بيان التحالف
وجاء في بيان مشترك من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة، صدر في أنقرة: "نحن نعبر عن قلقنا الشديد حيال الحشود العسكرية الروسية في سوريا وبخاصة الهجمات التي تشنها القوات الجوية الروسية".
وذكر البيان أن الضربات الجوية -التي نفذت في محافظات حماة وحمص وإدلب- أوقعت إصابات في صفوف المدنيين و"لم تستهدف" تنظيم داعش.
ودعا البيان روسيا لوقف هجماتها ضد المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد، والتركيز على مقاتلة تنظيم داعش بدلا من ذلك، وقال: إن "هذه الأعمال العسكرية تمثل تصعيداً متزايداً وسوف تؤجج التطرف والراديكالية".
الحشد الروسي
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نشرت أكثر من خمسين طائرة ومروحية قتالية في سوريا. وقال الناطق باسمها إيغور كوناشنيكوف: إن قوات من مشاة البحرية والوحدات الخاصة ستُنشر لحماية المنشآت العسكرية الروسية في روسيا.
وزعم كوناشنيكوف أن الطائرات الروسية نفذت 12 ضربة جوية على مواقع تنظيم داعش في سوريا خلال 24 ساعة، وقال: إن مقاتلات "سوخوي" قصفت ثمانية مواقع لداعش، دمرت خلالها مركزين لقيادة التنظيم ومستودعات للأسلحة في مناطق اللطامنة بحماة، وتلبيسة والرستن بحمص. إطالة أمد الحرب
وفي السياق، حذر قائد جيش اليرموك من أن الضربات الجوية الروسية لدعم الرئيس الأسد ستطيل أمد الحرب بسوريا، وتغذي التطرف وتجلب مزيدا من المقاتلين الأجانب إلى البلاد، وهو التحذير نفسه الذي أطلقه البيت الأبيض. وقال بشار الزعبي لوكالة رويترز: "هذه الضربات ستمدد من مدى الحرب كخطوة أولى وسوف تنشر التطرف كخطوة ثانية"، مضيفا: "عندما تصبح الحرب دولية وعالمية على الشعب السوري، فلن يتراجع عن أهدافه، وستكون بيئة حاضنة لجلب المقاتلين الأجانب لقتال الروس". وطالب قائد جماعة جيش اليرموك -التي تحارب انطلاقا من جنوبي سوريا تحت راية الجيش السوري الحر- خصوم الأسد في الدول العربية بتلبية طلب المقاتلين بإرسال صواريخ مضادة للطائرات حتى يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات الروسية التي وصلت حديثا.
وعبّر الزعبي عن قناعته بأن القوة الجوية الروسية لا يمكنها أن تحسم الحرب لصالح الأسد. وقال الزعبي الذي تنظر الولايات المتحدة إلى جماعته باعتبارها جزءا من المعارضة المعتدلة، "كما خسرت روسيا في أفغانستان لن يربحوا في سوريا لكن سيكون هناك مزيد من القتال ومزيد من الدماء".
ملاذات آمنة إلى ذلك، دعا المرشح الرئاسي الجمهوري الأمريكي جون كاسيتش، الجمعة، إلى جعل بعض المناطق في سوريا ملاذات آمنة من العنف للمدنيين، على أن يفرض حظر على الطيران فوقها بالنظر إلى قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استهداف داعش بضربات جوية. ووفقا لبيان قال حاكم ولاية اوهايو في نيو هامبشاير: "التعزيز العسكري الذي قامت به روسيا مؤخرا وتدخلها في سوريا لا يستهدفان هزيمة تنظيم داعش ولا تخفيف معاناة اللاجئين السوريين.. أهداف بوتين الحقيقية مختلفة تماما: القيام بعمل عسكري لإنقاذ حكومة الأسد المجرمة من هلاكها، وتعزيز الموقف الاستراتيجي لروسيا في شرق البحر المتوسط. هذا غير مقبول ويجب أن يتوقف."