بدأت حكاية تأسيس الاتحاد السعودي لكرة الطاولة في العام (1956)م في الرياض، تحت مسمى اللجنة العربية السعودية لتنس الطاولة، لينضم في نفس العام إلى عائلة الاتحاد العربي لكرة الطاولة، وبعدها إلى الاتحاد الاسيوي كعضو في العام (1974)م، ومن ثم إلى الاتحاد الدولي لكرة الطاولة بعدها بعامين، ليعقب ذلك انضمامه إلى اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الخليجي لكرة الطاولة في العام (1977)م.
وقبلها بعام فقط، نالت المملكة العربية السعودية ممثلة بالاتحاد السعودي لكرة الطاولة شرف احتضان الاتحاد العربي لكرة الطاولة، الذي اتخذ من الرياض مقرا له، فنجح وبكل اقتدار منذ ذلك التاريخ في تنفيذ كافة برامجه وأنشطته المقررة، وأهم تلك النشاطات البطولة العربية الدورية، وبطولة كأس الاتحاد العربي التي تقام كل عامين، بالإضافة إلى بطولة الأندية العربية أبطال الدوري التي تقام سنويا.
وفي العام (1979)م، صدر قرار صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد بتغيير المسمى إلى الاتحاد السعودي للتنس وتنس الطاولة، برئاسة سليمان بن عبدالرحمن الجبهان، بعد أن أسند إليه تولي شؤون لعبة التنس الأرضي بالاضافة إلى لعبة تنس الطاولة.
فيما شكل قرار صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد، الذي صدر في العام (1993)م، بفصل لعبة تنس الطاولة عن لعبة التنس الأرضي في اتحادين مستقلين، واطلاق مسمى "الاتحاد السعودي لكرة الطاولة" عليه، واحدا من أبرز وأهم القرارات في تاريخ لعبة كرة الطاولة السعودية.
ومنذ انطلاقها، شهدت كرة الطاولة السعودية بروز العديد من اللاعبين المميزين، ولعل أبرزهم الثلاثي حلمي زاهد والراحل رائد الحمدان وبندر العمير، الذين كان لهم العديد من الانجازات على المستويين العربي والخليجي.
أما بعد رحيل المغفور له بإذن الله المهندس رائد الحمدان الذي كان العربي الآسيوي الوحيد المشارك في أولمبياد برشلونة (1992)م، واعتزال حلمي زاهد قبلها بستة أعوام بعد اصابته بانزلاق غضروفي، وتوتر العلاقة بينه وبين اتحاد اللعبة آنذاك، غابت كرة الطاولة السعودية عن تحقيق الانجازات الخليجية والعربية، فكانت أقصى طموحاتها الحصول على بعض الميداليات الملونة والتواجد على منصات التتويج بعيدا عن الذهب.
أعقب ذلك ظهور ابن الأحساء عبدالعزيز العباد، الذي أعاد الامل والحياة لكرة الطاولة السعودية، من خلال تحقيقه للعديد من الانجازات المميزة، متوجا نفسه كـ"أسطورة" حية لكرة الطاولة السعودية بعد تحقيقه لـ (99) لقبا محليا وخارجيا، كان آخرها احرازه للقبي كأس العرب بالاردن وكأس الخليج بالامارات، بعد تنافس كبير ومثير مع زميله في المنتخب السعودي نايف الجدعي.
وصول بندر السليم لكرسي الرئاسة في العام (2013)م، كان نقطة التحول الكبيرة في توجهات الاتحاد السعودي لكرة الطاولة المستقبلية، بعدما تم التعاقد مع المدرب المصري العالمي يوسف ربيع وعين عبدالعزيز الطاهر مديرا للمنتخبات، ليرسما سويا وتحت إشراف مباشر من السليم الخطة المستقبلية لكرة الطاولة السعودية، والتي يسعى الاتحاد من خلالها للوصول للعالمية عن طريق الاعتماد على جيل ناشئ يتم مزجه بلاعبي الخبرة وتحضيره على أسس علمية مدروسة من خلال المعسكرات الخارجية المكثفة والمشاركات الدولية المختلفة.
وبعد عامين فقط، ها هي المنتخبات السعودية لكرة الطاولة تحصد نتاج ما تم زرعه، لتسيطر بشكل تام على البطولات الخليجية والعربية، وسط تألق مبهر لنجوم المستقبل، ومنهم: علي الخضراوي وعبدالعزيز بوشليبي وعبدالعزيز العمري، الذين نجحوا في تحقيق عدد من الميداليات على المستوى العالمي من خلال المشاركة في البطولات الدولية الودية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة الطاولة.
نايف الجدعي
من اليمين العمري والخضراوي والطاهر ويوسف ربيع وبوشليبي
الثنائي الذهبي عبد العزيز بو شليبي وعلي الخضراوي