ربما نحتاج إلى ان نتحدث عن العمارة العربية في بداية القرن الجديد, وكيف سيكون مستقبلها؟ هذا الحديث الذي نراه صعبا ومتشعبا يمكن ان نجمله في اطروحتنا هنا. لعله من السابق لأوانه التنبؤ بالتحولات في العمارة العربية في المستقبل, ولكننا بالتأكيد نرى انها لن تخرج عن الفكر التقني والمعلوماتي الذي أخذ يشكل صورة موحدة للعالم.. ومع ذلك مازلنا نرى ان الصراع المحلي ـ الكوني موجود بقوة في عمارة المستقبل في منطقتنا المتشعبة بالتراث وروحه التاريخية.
هذا يجعلنا نتحدث عن جائزة منظمة المدن العربية وجائزة الأغا خان ودورهما في تشكيل الهوية المعمارية في العالمين العربي والإسلامي.. فاذا كانت الجائزة الأولى لم تتطور بعد بما فيه الكفاية للدرجة التي تجعل منها جائزة ذات تأثير فكري عميق على واقع ومستقبل العمارة العربية, إلا ان الأخرى (جائزة الأغا خان) حققت الكثير من النجاحات التي خولتها لتوجيه العمارة في العالم الإسلامي توجيها فكريا يتسم بالرغبة في التنمية وخدمة المجتمع المحلي. نحن نرى ان للجوائز المعمارية دورا كبيرا في صناعة عمارة ذات خصوصية في المستقبل ولذلك نتمنى ان تستحدث جوائز جديدة تكون مهمتها تشجيع النشىء الجديد من المعماريين العرب.
العمارة العربية المعاصرة التي تعيش عصر فكري وتقني جديد تستحق الكثير من العمل لتوجيهها التوجيه الصحيح ولربطها بآليات التصنيع المحلي او ما يمكن ان نسميه (التقنية الاجتماعية) حتى يكتب لها النجاح وحتى تستطيع ان تكون عمارة أصيلة نابعة من حاجة مجتمعنا العربي في المستقبل, خصوصا لو استثمرنا مشاريع كبرى تجري حاليا في العالم العربي ( مثل العديد من المسابقات التي جرت وتجري في المملكة وبعض دول الخليج لبناء صروح معمارية جديدة وكذلك مسابقة المتحف المصري وغيرها من مشاريع), هذه المشاريع لو استثمرت فكريا بالشكل المطلوب سوف تؤدي الى ظهور حركة فكرية كبيرة ستحرك المياه الراكدة في العمارة العربية المعاصرة.
م. ابراهيم بن عبدالله ابا الخيل رئيس تحرير مجلة البناء