أعلنت الفرق الكبيرة قدومها من جديد للمنافسة على بطولة الدوري بفوز الاتحاد يوم الجمعة الماضي على الهلال في الموقعة الكروية الأقوى والأشد، موقعة الكلاسيكو العظمى للكرة السعودية. وهي أصلا -وأقصد الفرق الكبيرة- لم تبتعد عن المنافسة، خاصة وأن مسابقة الدوري ما زالت في بدايتها، فالهلال تصدر المسابقة منذ انطلاقتها وحتى الجولة الماضية، وجاء الأهلي ليخطف الصدارة، ويقفز الاتحاد بأفضلية التهديف للمركز الثاني، ويتراجع الهلال للمركز الثالث، ويحتفظ الشباب بالمركز الرابع، ثم التعاون والنصر خامسا.
وقد تكون القناعات لدى المسئولين عن فريق التعاون أن فريقهم خارج حسابات المنافسة على البطولة إن كانت لديهم واقعية في القناعات وعدم تحميل الأمور أكثر مما تحتمل.
وبهذا تكون الأمور محصورة بين الكبار الخمسة. وبنظرة سريعة على الجولات الخمس الماضية نجد أن الهلال ما زال متماسكا وما زال المرشح الأقوى للعودة من جديد لبطولة الدوري بعد غياب طويل لم يعتد عليه وخسارته من الاتحاد قد تكون مقبولة؛ لأنه خسر من فريق كبير وخارج ميدانه، وأتوقع أن يعود الهلال أكثر قوة وتماسكا بعد تلك الخسارة؛ إن تخلى مدربه دونيس عن الصرامة الانضباطية المبالغ فيها، فيجب أن يكون الانضباط مبدأ وليس غاية لحرمان الفريق من أبرز نجومه، وهذا ما يجب أن تدرسه إدارة الهلال مع مدرب فريقها. أما الأهلي فإنه يمتلك حاليا أفضل العناصر، والخوف عليه فقط من التوقف الاضطراري في محطات فرق الوسط والمؤخرة، وهذا ما أضاع عليه لقب الدوري في الموسم المنصرم رغم أحقيته به. أما الشباب فهو يلعب بشخصية الفريق البطل ويلعب بتاريخه لذلك هو يحصد النقاط تباعا ويحتاج فقط لتركيز أكثر ليكون في مقدمة المنافسين على بطولة الدوري. ويبقى النصر يقاتل من أجل تحقيق مجد لم يسبق وأن حققه من قبل وهو الحصول على بطولة الدوري لثلاثة مواسم متتالية، وهذا المجد مسجل باسم فريق الشباب، ولكن المنافسة تحتاج لمزيد من العمل والجهد وتهيئة الجو المناسب أمام اللاعبين والمدرب الجديد.
أما فريق التعاون الذي يزاحم فرق المقدمة فطموحه تكرار إنجاز تاريخي لم تحققه فرق الوسط وسبق وأن حققه فريق الفتح بحصوله على بطولة الدوري قبل ثلاثة مواسم، وتلك الطموحات والمحاولات من فريق مشروعة لكنها تحتاج لعوامل خرافية توصله لمبتغاه. وتظل الطموحات مشروعة والخيارات مفتوحة للجميع، وما زالت المسابقة في بدايتها، ولن تتضح هوية البطل إلا قبل نهاية المسابقة بجولتين أو ثلاث على أبعد حد، وهذا يعطينا مؤشرا بأن المتابع سيحظى بإثارة قوية ويستمتع بمشاهدة ليس لها مثيل.
قبل الوداع..
من غير الواقعية والإنصاف أن تحدث عن كلاسيكو آخر يحتل المقدمة في الكرة السعودية غير كلاسيكو الهلال والاتحاد، فمثل تلك المباريات هي البوابة المشرقة للكرة السعودية، وهي من تتشرف الكرة السعودية بها من خلال الحضور الجماهيري والإثارة والندية داخل أرض الملعب، وحتى والهلال يخسر لأول مرة منذ عدة سنوات من الاتحاد فقد كان ندا قويا بل وتفوق على منافسه، وكان بإمكانه الخروج فائزا لولا عقبة الانضباطية المبالغ فيها.
خاطرة الوداع..
المحلل الرياضي الكبير خالد الشنيف منح اللاعب الصاعد محمد البريك لقب أستاذ ويجب أن يكون ذلك دافعا لهذه الموهبة للتألق أكثر.