اذا ذهبت الى لبنان فسيذهلك منظر النارجيلة او الشيشة المنتشرة بشكل ملحوظ في كل مكان وفي بيروت تحديدا.. في المنازل، والمجالس، والمطاعم، والمقاهي، وفي كل ركن.. فهي الفلوكلور والديكور والبوستيج لهذا البلد، وتقول صديقتي اللبنانية في هذا الموضوع ان اكثر من 44% تقريبا يدخنونها ويعرفون ان سمومها لا تقل خطرا عن سموم التدخين بالسجائر، ولكنها عادة.. واي عادة تلك التي لا يستطيع اللبناني الاستغناء عنها؟
ففي عمر الصبا تكون لمجرد التسلية، وفي منتصف العمر مزاج، وفي نهايته هلاك محتم وقد انتقلت هذه العدوى على ما يبدو للسواح الاجانب نساء ورجالا، وللخليجيين بشكل خاص.. شباب صغار طلبة على ما اعتقد برفقة والديهم يجالسونها لساعات، وكذلك الآباء يقبلون عليها بشغف وشهية.. طبعا في البداية يكون على سبيل التسلية فقط ولفترة قصيرة هي فترة الاجازة المحدودة بزمن قصير.. بداية سيئة لعادة سيئة قد تؤدي الى عادات أسوأ ونهاية مهلكة، اما بالنسبة للصغار فمن وسيلة تسلية الى عادة ثم الى ادمان يعقبه دمار للجسد كله ويكون ذلك مع تقدم العمر.. ليس هناك من سبب مقنع يدفع لهذه المتعة المؤقتة امام الصغار والسماح للشباب منهم بتدخينها لأن هذا سيكون اعلانا واضح على اختلال التوازن، واختلاط الالوان في عيون الصغار الصامتين ازاء ما يرون.. لا لأنهم مقتنعون لما يرون بانه فقط للتسلية وفي زمن محدد ولكن شبح هذا السكوت الذي يخيم على كل زاوية من زوايا افكارهم التي تخبطت وتاهت في مسالك جزء منا لزمن تنقب وبشدة عما يروي ظمأها لمعرفة الحقيقة (لا للشيشة والتدخين في الوطن طوال العام ونعم للشيشة في مكان آخر وزمن معين) وقد افاد احد صناع "الارجيلية" بان السوق يطلب ونقول ان الواقع ايضا يصنع الخبيث والطيب.
لا اعتقد ان الانسان الخليجي يفوته ذلك.. فهو الانسان الذي لا ينقصه الوعي بكل طبقاته والعقل المميز بكل قدراته والفكر وابعاده والفهم الحقيقي لحقائق الامور ومواقع الخلل، ثمرة جهود اصيلة لها اساس متين مبنى على بمادىء قوية لا يغيرها تغيير حالة ولا مكان ولا زمان..
السفر في الاجازات للإثراء العلمي والمعرفي والثقافي، فلا للتدخين في كل زمان ومكان، ونعم للتمتع بالاجازة السعيدة والسفر المفيد.
