.. تعالوا نتحدث عما جرى بفرنسا.. هل سيكون هناك صدام كبير بين المسلمين والفرنسيين. والمسلمون هم أيضا فرنسيون، ويختلفون بالديانة؟ هذا السؤال مخيف، لأن إجابته أكثر هولا.
المسلمون في فرنسا يشكلون بين ٨ إلى ١٠٪ من عدد السكان وهي نسبة ليست صغيرة تشكل كتلة من ستة ملايين مسلم. ولاحظوا شيئا آخر فهذا الرقم لا يشكل النسبة الصحيحة لو اخذنا فقط فئة الشباب من المسلمين وفئة الشباب من بقية الفرنسيين، فالنسبة هنا ستزيد لأن المجتمعات المسلمة حيوية ومتدفقة متوالدة بمعدل يفوق بكثير نسبة التوالد في الجانب المسيحي حيث المجتمعات مسنّة وفي عمومها الكلي تتناقص. وهنا فإن أي صدام كلي بين الكتلتين سيقوض الأمة الفرنسية، وهذا ما يجعلني أستبعد حدوث ذلك.
وبما أني لا أملك أَن أعطي رأيا حول ما سيئول إليه الحال في فرنسا، فسأطلعكم على كتاب عجيب غريب؛ قصة تدور أحداثها في فرنسا كتبها مؤلف فرنسي. الكتاب عنوانه "الاستسلام Submission" والمؤلف هو "ميشيل هولليبيك". القصة تدور حول سياسي مسلم استلم قيادة فرنسا بفوز بصندوق الاقتراع ثم عمد مباشرة بتغيير كل فرنسا ليجعلها دولة تطبق الحكم الإسلامي. لما خرجت القصة في سبعة يناير هذا العام، صارت من لحظة ظهورها للأسواق الأكثر مبيعًا وانتشارا بين الناس. وضج به النقاد وتناثرت في كل أوربا ندوات الحوار، لأن الكتاب وضع الروع الذي يخافونه أمامهم.
والقصة أحداثها تجري في العام ٢٠٢٢م، حيث شكل الاخوان المسلمون شبكة منظمة متماسكة في كل المجالات والميادين بفرنسا، وقد زادت أعداد المسلمين كثيرا. ولما تولى الرئيس المسلم حكم البلد حجّب النساء ومنع الخمور ومنع الملاهي وقفل دور السينما.
بطل القصة بروفسور آداب كان كل حلمه أن يغادر الحياة والدنيا في أمان وسلام، ودار صراع في داخله كيف يضع حياته بين الكتلة المسيحية، والإسلامية.
قبل أن أترككم تتأملون في قصة الكتاب التي رسمت السيناريو الاخير للأمة الفرنسية.. بطل القصة بروفسور الأدب.. يعتنق الإسلام.