احتفى الكاتب حسن السبع بروايته الاولى (ليالي عنان - حكاية صبية بغدادية) بعد اعوام طويلة من كتابة الشعر والنثر والمقالات الفكرية الثقافية في الصحافة المحلية، وذلك في الامسية التي اقيمت بمنتدى الفنار الثقافي بسيهات بحضور مجموعة من المثقفين والأدباء.
وذكر السبع أن روايته تعد بمثابة العمل السردي الذي يمتزج فيه الواقع بالحلم، والماضي بالحاضر، والتاريخ بالفنتازيا، مشيرا الى أن الرواية تحمل بين طياتها أسماءً ووقائع لتصبح جسرًا يمكن العبور عليه للوصول إلى قضايا ثقافية واجتماعية راهنة.
وقال: إنها تجمع ثلاثة أزمنة في زمن واحد منوهًا إلى أن من شخصياته الرئيسية الراوي القادم من القرن الخامس عشر الهجري (الواحد والعشرين الميلادي) ومرافقه، أو (دليله السياحي) في دار السلام، أبو الفرج الأصفهاني القادم من القرن الرابع الهجري. وعنان الشاعرة الفاتنة المبدعة التي عاشت في عصر بغداد الذهبي (منتصف القرن الثاني الهجري)، مبينا أن الوقائع التاريخية التي يتكئ عليها هذا العمل السردي قليلة جدا، حيث يلعب الخيال دورا كبيرا في تدفق السرد، لتتداخل الأزمنة الثلاثة فتلعب المخيلة دور البطولة، لتنسج الحلم بعد الآخر.
وأوضح أن (ليالي عنان) لا تعتبر رواية تاريخية، بل عملاً يتكئ على بعض الوقائع التاريخية، ويتخذ منها منطلقًا للتعبير عن مسائل ثقافية واجتماعية معاصرة، منوهًا أن بها يبدأ الأدب حيث ينتهي التاريخ.
فيما وصف مقدم الأمسية علي سعيد المولود الروائي بـِ (الممتع والجميل) مشيرًا إلى أن عنوانها يكشف الافتتان بالتراث الأدبي العباسي، وتحديدا تلك الفترة التي شهدت تشكل الصالونات الأدبية والشعرية وتواجد فيها مجموعة من مشاهير شعراء القرن الثاني الهجري، من النواسي إلى مروان بن محمد مرورا بأبي العتاهية ووصولا إلى نجمة الليلة عنان؛ الشاعرة العذبة التي ساقها قدرها إلى بغداد لتنزل في بيت تاجر النخاسة الناطفي وتنخرط في لياليه المشبعة بالشعر والأدب وحب الحياة.