سيطرت كتائب الثوار على قرية الجنابرة غرب مدينة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الشبيحة، أسفرت عن مقتل قائد حملة قوات الأسد و15 عنصراً منها، ودارت اشتباكات في مختلف المناطق السورية، وأحرز تنظيم داعش تقدما في محيط مطار دير الزور العسكري ومحور قرية الجفرة المحاذية للمطار، واستهدف الطيران الروسي بالصواريخ الفراغية قرى الجنابرة وتل عثمان ومدينتي مورك وكفرنبوذة وقريتي التوبة والسرمانية في سهل الغاب، فيما نفذت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي بعد، منتصف الليلة قبل الماضية، نحو سبع غارات، على مناطق بمدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش، وأكدت منظمة دولية أن آلاف الصور التي تم تسريبها عن معتقلين قضوا تحت التعذيب داخل السجون الحكومية في سوريا، تشكل "أدلة دامغة" على ارتكاب نظام الأسد جرائم ضد الإنسانية، من جهتها، قدمت الولايات المتحدة إمدادات جديدة من الذخيرة لمقاتلين سوريين قبل معركة شرسة متوقعة مع تنظيم داعش، بينما يتقدمون نحو مدينة الشدادي السورية وهي محور لوجستي مهم للتنظيم.
وفي التفاصيل، فقد استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني مدعمين بمسلحين موالين لهم من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة مدعمة بجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني من طرف آخر، في محيط بلدة خان طومان وعدة محاور بريف حلب الجنوبي، في حين نفذت طائرات حربية روسية، صباح أمس، ما لا يقل عن 7 غارات على مناطق في حي كرم الطراب بمدينة حلب، وأربع غارات على مناطق في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، ودارت اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية، وفي محيط منطقة المرج بالغوطة الشرقية، وتعرضت، صباح أمس، مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام، ودارت اشتباكات بين حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جهة، وجبهة النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في حي جوبر عند أطراف العاصمة، وسط قصف من قبل قوات النظام، وألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية .
وفي ريف حماة الشمالي، فقد حاولت عناصر النظام استرجاع السيطرة على قرية الجنابرة غرب مدينة كفرنبودة، عبر تمهيد مدفعي وصاروخي من معسكر جورين، إلا أن كتائب الثوار تصدت لهذه المحاولة ودمرت سيارة إسعاف كانت تستخدمها قوات الأسد وقتلت عددا من عناصرها. وفي حلب قتل العشرات من عناصر جيش النظام برتبة ضباط وصف ضباط ومجندين جراء استهداف الثوار مطار النيرب العسكري شرقي المدينة.
وتحدث ناشطون ميدانيون عن استهداف الثوار بأكثر من مائتي قذيفة مدفعية وصاروخية من نوع «غراد« المطار العسكري ما أسفر عن مقتل العشرات عرف منهم العقيد خالد الدعيبس وإصابة عشرات آخرين.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن على كل أطراف الأزمة السورية أن تقدم تنازلات للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أنه لا يوجد سبيل لحل الأزمة في سوريا إلا من خلال الحل السياسي. وأضاف: سنواصل العمليات العسكرية ما دامت قوات الأسد مستمرة في القتال ونساند بشكل عام المبادرة الأمريكية لإعداد قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا ولن نسمح لأي قوة خارجية بأن تقرر من سيحكم سوريا وموقفنا لم يتغير.
وفي السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إنه من غير المقبول رهن التقدم باتجاه تسوية سياسية في سوريا بمصير الأسد، داعيا إلى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن. وأوضح بان كي مون في مؤتمر صحافي أن للشعب السوري الحق من حيث المبدأ في اتخاذ قرار بشأن مستقبل رئيس النظام، ولكن من غير المقبول على حد تعبيره "أن يرتهن حل هذه الأزمة بمصير رجل واحد".
وأشار بان كي مون إلى أن "بعض الدول" تتحدث عن إمكانية أن "يحتفظ الأسد بدور لبضعة أشهر" بعد بداية المرحلة الانتقالية، مضيفا أن "هذا ينبغي أن يتقرر في مرحلة تالية". إلى ذلك، أفاد مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة قدمت إمدادات جديدة من الذخيرة لمقاتلين عرب سوريين قبل معركة شرسة متوقعة مع تنظيم داعش، بينما يتقدمون نحو مدينة الشدادي السورية وهي محور لوجستي مهم للتنظيم.
وقال الكولونيل الأميركي ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش ومقره في بغداد: إن المتشددين استخدموا مدينة "الشدادي" لتجهيز الأسلحة والعتاد والأفراد لتوزيعهم على ساحات القتال.
واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن آلاف الصور التي تم تسريبها عن معتقلين قضوا تحت التعذيب داخل السجون الحكومية في سوريا، تشكل "أدلة دامغة" على ارتكاب نظام الأسد جرائم ضد الإنسانية.
وأكدت المنظمة الحقوقية في تقرير بعنوان "لو تكلم الموتى.. الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية"، أنها "وجدت أدلة على تفشي التعذيب والتجويع والضرب والأمراض في مراكز الاعتقال الحكومية السورية".
ويستند التقرير الذي أصدرته المنظمة بعد تحقيق استمر تسعة أشهر، إلى 28 ألف صورة لمتوفين في معتقلات حكومية، سربها عسكري منشق فر من سوريا في يوليو/تموز 2013، عرف باسم "قيصر" وحصل عليها أثناء عمله في مستشفى عسكري بمنطقة المزة في دمشق.
وأفادت المنظمة في تقريرها المؤلف من تسعين صفحة بأن تلك الصور "تظهر ما لا يقل عن 6786 معتقلا ماتوا إما في المعتقلات أو بعد نقلهم من المعتقلات إلى مستشفى عسكري"، بعد اعتقالهم جميعا في "خمسة فروع لأجهزة المخابرات في دمشق".