حذر محاضر بكلية الجبيل الصناعية من انعكاس سلبيات الدروس الخصوصية على الطالب، وفي مقدمتها فقده لفرصة التفكير المستقل لينمو بشكل طبيعي وتتطور قدراته العقلية، حيث تنمو في نفسه سمة الاتكال بدلا من التدبير وتطوير مهارة التفكير والتحليل العلمي.
وأكد الدكتور عبدالعزيز الحميدي ان الدروس الخصوصية ظاهرة تحتاج الى علاج، كما انها ظاهرة عالمية تلازم طلاب المدارس منذ الفصول الأولى في الابتدائية، واستمرت عند الكثير من الطلاب الى المرحلة الجامعية، وهذا مؤشر خطير يحتاج الى دراسة واعية ومعالجة جادة لانتشارها بين أفراد المجتمع، مشيرا الى انتشار إعلانات الدروس الخصوصية في مراكز التموينات بالاحياء، والتي يقوم فيها صاحب الإعلان بوضع رقم جوال مدعيا قدرته على تدريس عدة مواد من الابتدائي حتى المرحلة الجامعية.
واشار الى الاستمرار في الاعتماد على هذا السلوك بالمرحلة الجامعية التي يفترض فيها تطوير مهارة التفكير وروح الاستقلال لدى الطالب؛ ليكون قياديا في الفترة التي تلي المرحلة الجامعية، حيث إنه سيكون انسانا يعتمد عليه عمليا، وسيكون ربا لأسرة في المجتمع، ولكننا نجد خريجا جامعيا دون قدرة على التفكير والتحليل. مبيناً ان الاعتماد على المدرس الخاص يعطي درجات عالية دون جودة في المحتوى، إذ غالبا يكون التركيز على المسائل الأكثر توقعا وجودها في الامتحان وليس استيعاب مفهوم معين، وبذلك يفقد الطالب اهم سمة في التعلم وهي البحث عن المعلومة والقدرة على التدبر والتفكير الناقد.
وعن كفاءة من يقومون بالدروس الخصوصية، قال: إن اغلب من يمارس التدريس الخاص هدفه زيادة دخله، حتى وان اثر سلوكه على التعليم، واكثرهم من الأجانب؛ بهدف جمع اكبر قدر ممكن من الأموال.
وقال د. الحميدي: إن الحل الناجع والانسب لمعالجة ظاهرة الدروس الخصوصية في المرحلة الجامعية يكمن في استخدام الطالب لوسائل التعلم التي حرصت الجامعات السعودية على توفيرها، ومنها البلاك بورد والساعات المكتبية التي يناقش الطالب فيها الأستاذ وجها لوجه، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للنقاش "عن بعد" عند عدم التواجد في الحرم الجامعي.