في ضوء انهاء الهدنة التي اعلنتها حركة حماس بصوت عال في اعقاب اغتيال قوات الاحتلال الاسرائيلي لأحد أبرز قادتها، وكذلك اعلان حركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى وطلائع الجيش بصوت عال ايضا وقف الهدنة المبرمة مع اسرائيل فان الاوضاع المتفجرة في اراضي السلطة الفلسطينية تدخل اليوم في نفق مظلم من اهم علاماته الواضحة ان التوتر سوف يزداد والغليان سوف يصل الى ذروته، لاسيما بعد اطلاق كتائب عز الدين القسام ستة وثلاثين صاروخا وقذيفة هاون على مستوطنات داخل قطاع غزة وداخل الخط الأخضر جنوب اسرائيل مما أدى الى اعلان شارون حالة الاستنفار والتأهب القصوى في كافة المدن الاسرائيلية خاصة القدس المحتلة وتشديد الحراسة على المعابر والحصار حول المدن واعادة احتلال جنين ومخيمها وفرض حظر التجول عليهما، وهي حالة اشبه ماتكون بحالة حرب اذا ما أضيف الى تلك الاجراءات ما اقدمت عليه اسرائيل من اغلاق كافة الطرق المؤدية الى المدن الفلسطينية، ويبدو ان الأمر وصل الى ذروة خطورته بعد ان استباحت قوات الاحتلال الاسرائيلي المساجد وعاثت فيها فسادا وتخريبا، والحالة تنذر بكوارث دامية مالم يتحرك المجتمع الدولي ليفعل شيئا ازاء هذه الغطرسة الاسرائيلية المتصاعدة وتصميم شارون على تسوية الأزمة القائمة بطريقته الخاصة المعهودة المتمحورة في الاجهاز على خطة خريطة الطريق بممارسة المزيد من دمويته واغتيال رموز الفصائل الفلسطينية واشعال الاراضي المحتلة بممارسة سلسلة متعاقبة من الاعتقالات والاجتياحات والتدمير والعبث بمقدسات المسلمين، وما يبدو واضحا للعيان ان أية وساطة ايا كان مصدرها لن تكون مجدية لانقاذ الهدنة او تفادي الكوارث المحتملة طالما بقيت الادارة الامريكية في صمتها المطبق حيال الجرائم والخروقات الصهيونية وتوفير الغطاء السياسي لاعتداءات شارون المتواصلة ضد شعب فلسطين، غير ان ما يجب فهمه من اية جهة ان تصعيد العدوان الاسرائيلي لايمثل مفتاحا للدخول الى تسوية للازمة بل سوف يؤدي الى ردود فعل سوف تطيل من امدها وتدخلها في مزيد من الانفاق المسدودة. " اليوم "
