تواصلت المتعة والإثارة في برنامج «شاعر المليون» لموسمه السابع ، ومازالت المفاجآت متواصلة من خلال الحلقات التسجيليّة التي ترصد لجولة لجنة التحيكم في عدد من المدن العربيّة التي استمرت ستة أسابيع، وقابلت خلالها اللجنة آلاف الشعراء العرب، في رحلة البحث عن فارس الشعر وحامل البيرق للنسخة السابعة من البرنامج حيث عرضت الحلقة التسجيلية الثانية مساء الثلاثاء الماضي وكانت غنية بالأحداث والمواقف والمشاهد التي جمعت لجنة التحكيم مع شعراء الرياض وعاشوا خلالها تجربة شعرية جمعتهم على الألفة والمحبة، وغلّفت المشاركين بروح المنافسة.
مقتطفات من جولة الرياض التي توههجت شعراً وكانت من أقوى محطات الجولة، لما أبرزت من شعراء مهمين، فهي من الأماكن التي تتمسك بالأصالة وبالتراث، وفيها يتتلمذ الشعراء على أيادي شعراء كبار.
كما رصدت هذه الحلقة جانبا من مجريات مقابلات أعضاء اللجنة للشعراء لنخبة مميزة من الشعراء المشاركين في البرنامج الذين أتحفوا لجنة التحكيم منذ بداية اللقاءات التي باتت كبداية حماسية للجولة . وحرص المتسابقون على التواجد في وقت مبكّر على مدى أربعة أيام لمقابلة اللجنة معلنين التحدي ويحدوهم الأمل في الحصول على إجازة اللجنة لمواصلة مسيرة المنافسة على مسرح “شاطئ الراحة” لتحقيق حلم معانقة البيرق.
وتراوحت المواقف المسجلة بين المفرح والمحزن ، وفي بعض المرات اختلطت المشاعر بين هذا وذاك، كما حفلت الأجواء هناك بدخول المتسابقين على لجنة التحكيم بجميل الكلام، ما يدعو للقول: إنها حلقة استثنائية بامتياز .
وشهدت أيضاً محطة الرياض العديد من المشاركات، وبعضا من المفاجآت الجميلة كحضور أحد نجوم شعراء “أمير الشعراء” في نسخة الثالثة ودخوله هذه المرة على اللجنة بشعره من الفصحى إلى النبطي، حيث أجازه أعضاء لجنة التحكيم وامتدحوا حضوره ومقدرته على إلقاء الشعرالنبطي.
كما شارك أيضاً خلال هذه الحلقة أحد الشعراء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطرق للحديث عن أول بداية شعرية له حيث كانت نقطة البداية له من مركز العيون وبتلقيه خبر ضعف الأمل لعلاج شبكية عينيه ليتمكن من النظر. ونالت قصيدة المتسابق استحسان أعضاء لجنة التحكيم وأشادوا بمستوى المتسابق وإصراره على المشاركة رغم الإعاقة التي يعانيها الشاعر.
وشارك أيضاً عدد كبير من المتسابقين اليمنيين من بينهم أحد الشعراء الذي قدم سيراً على الأقدام لمدة 60 ساعة بدافع المشاركة والإصرار والتحدي ، ما أثار دهشة لجنة التحكيم وإجازته بشكل مباشر. كما لوحظ في هذه الحلقة تفاوت أعمار المشاركين من شعراء السعودية ، حيث شارك شعراء كبار أكدوا أنهم حرصوا على استغلال الفرصة الأخيرة للمشاركة، لأنّ أعمارهم لا تسمح لهم بالمشاركة مستقبلاً لتجاوزهم العمر المحدّد كأحد شروط الاشتراك في “شاعر المليون”. وعلى الجانب الآخر أكد عدد من الشعراء صغار السن أنهم كانوا ينتظرون بشوق بلوغ الثامنة عشرة ليتمكّنوا من المشاركة في البرنامج في وقت مبكر. وكان للشلات حضورها المميز والملحوظ في جولة الرياض من قبل العديد من الشعراء المشاركين، حيث تم خلال الحلقة عرض تقرير يشمل غناء بعض المتسابقين للشلات أمام اللجنة، والتي بدورها زادت أجواء الحلقة متعة من خلال الاستماع لأصواتهم الجميلة واتحاف ومن خلال هذه الحلقة أكد أعضاء لجنة التحكيم أن نتائج المتسابقين السعوديين كانت مبهرة في تكويناتها وفي مفرداتها وفي جملها وفي صورها وبطرائق إلقائها أيضاً، وهي تنم عن مستوى الذائقة التي يمكلها كتابها ولفت نظرهم كثرة المجازين في هذه الجولة، حيث حصل كثيرون منهم على البطاقات الذهبية التي تؤهلهم مباشرة لمرحلة الـ 100، والسبب في ذلك أن قصائدهم عالية في مستواها، ومبهرة في جملها، ومترابطة ومحكمة في موضوعاتها.
فنصوصهم جاءت بمستوى راقٍ وتناولت جميع أغراض الشعر والكثير من القضايا، بما يدلل على وعي الشعراء وإدراكهم أن المنافسة في “شاعر المليون” تحتاح لنصوص شعرية قوية ترتقي لمستوى ومكانة البرنامج.