في عام 1849، وصف الكاتب البريطاني توماس كارلايل علم الاقتصاد بأنه "العلم الكئيب"، أي قائمة كتب مفضلة يضعها أي شخص عن أي عام ستكون غير مكتملة ومتحيزة. بالنسبة لقائمتي، على سبيل المثال، فهي مثقلة بالكتب التي تتعلق بالنظرية الاقتصادية وقطاع الصناعة المالية، وهذا يعني أن عام 2015 هو العام المثالي بالنسبة لي لإعطاء قائمة بتوصياتي؛ لأنه كان فترة ملحمية بصفة خاصة للكتب المتعلقة بتخصص علم الاقتصاد، الذي يوصف ظلما بأنه علم كئيب. من غير أي ترتيب معين، إليكم قائمة قصيرة بالكتب الجيدة:
«الشجاعة للتصرف: مذكرات لأزمة وتداعياتها» بقلم بن بيرنانكي
قصة انهيار قطاع المساكن، وصدمة بنك ليمان، والأزمة المالية العالمية، أصبحت الآن معروفة بشكل شائع. الأقل شيوعا هو كيف أثرت النظرية الاقتصادية الحديثة على تفكير النخب المكلفين بوقف الأزمة. إن كتاب "الشجاعة على التصرف" يروي تلك القصة.
كان بن بيرنانكي الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، أثناء دراسته لعلم الاقتصاد كان مختصا في الكساد العظيم، والذي صادف بأنه كان رئيسا للاحتياطي الفيدرالي خلال بداية فترة انهيار مشابه في العقد الأول من هذا القرن. كما كان واحدا من المنظرين الاقتصاديين الوحيدين الذين كانوا قد فكروا بعمق حول الروابط بين التمويل والاقتصاد الكلي، لم يكن هناك أي شخص أكثر ملاءمة لهذه المهمة من بيرنانكي، عدد قليل جدا كان من الممكن أن تكون لديه الشجاعة للتصرف كما فعل هو.
إن بيرنانكي متواضع جدا ولذلك فهو لا يتحدث عن نفسه بهذه الطريقة، ومن خلال قراءة مذكراته فقط يحصل الفرد على إحساس واضح بأفكاره وتواضعه الفكري وذكائه القوي، وهذا يتعارض جدا مع جهاز صنع القرار المشوش في وزارة الخزانة والجهات المنظمة والمؤسسات المالية الكبيرة والكونجرس. إن كتاب "الشجاعة للتصرف" يعتبر تذكرة عن السبب الذي من أجله يعتبر الاحتياطي الفيدرالي المستقل -المزود بأفضل خبراء الاقتصاد علما وتواضعا- مؤسسة هامة.
«اقتصاد مدرسة شيكاغو: تطور اقتصاديات السوق الحرة في جامعة شيكاغو» بقلم لاني إبشتاين
ما يعرف باسم مدرسة شيكاغو في الاقتصاد كانت آخر مدرسة فكرية عظيمة في الاقتصاد السياسي في الولايات المتحدة، فهي تجمع بين الأفكار السياسية الليبرالية وبين استخدام النماذج الرياضية البسيطة في تحليلاتها، وتقوم جميع أفكارها على مبدأ رئيسي واحد، وهو أن الأسواق ناجحة في عملها. ظهر كثير من الأفكار والمدارس المؤثرة والقوية منذ مدرسة شيكاغو، لكنها كانت جميعا إما محدودة النطاق أو أنها كانت تتجنب الجمع بين الأيديولوجية السياسية وبين تقييمها للحقائق. مدرسة شيكاغو كانت متباهية بنفسها، وتعطي تعميمات كاسحة، وشديدة التمسك بآرائها. وقد اجتذبت عددا من أفضل العقول بين علماء الاقتصاد الأمريكيين، وكان لديها تأثير هائل ودائم على السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، وفي كتاب "اقتصاد مدرسة شيكاغو"، بقلم لاني إبشتاين، المختص في تاريخ علم الاقتصاد، يروي لنا المؤلف حكاية نشوء وتطور هذه الحركة الفكرية وكيف اجتمعت معا ووجدت الأفكار الرئيسية التي تنادي بها.